أنقرة (زمان التركية) – شهد أنقرة الأسبوع الماضي الدفاع الأخير للجنرال السابق، محمد بارتيجوتش، الذي كان يترأس وحدة إدارة الموارد البشرية في مقر رئاسة الأركان وقت حدوث المحاولة الانقلابية، وذلك ضمن قضية القادة العسكريين المتهمين بالانقلاب.
وذكر بارتيجوتش أن قائد القوات الجوية السابق، عابدين أونال، التقى الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، سراً بوساطة من المخابرات التركية، من دون أن يخبر قائده رئيس الأركان، وذلك قبل ثلاثة أشهر من المحاولة الانقلابية في 15 تموز / يوليو 2015.
وزعم بارتيجوتش أن أونال توجه إلى الرئاسة بدون علم مسبق من رئيس الأركان آنذاك خلوصي آكار، إلا أن الأخير، خلوصي آكار، وثّق هذا اللقاء من خلال رجاله، ثم تساءل قائلاً: “لماذا ذهب جنرال إلى الرئاسة سرًا؟ ولماذا كذب على قائده رئيس الأركان؟ لن تتكشف ملابسات هذا الانقلاب إن لم تنكشف الحقائق الكامنة خلف هذه النقاط وأمثالها”.
وكان “لفنت توركان” المتهم ضمن القضية عينها، وكان يشغل منصب ضابط مساعد لرئيس الأركان خلوصي آكار، قد ذكر خلال دفاعه في الرابع والعشرين من ديسمبر/ كانون الأول الماضي أن أونال توجه للقاء أردوغان سرًا في أبريل/نيسان، أي قبل ثلاثة أشهر من وقوع المحاولة الانقلابية، بسيارة أرسلتها إليه المخابرات ولم يستخدم سيارة القوات الجوية.
وأفاد توركان أنه أبلغ آكار بلقاء أونال السري مع أردوغان.
وكان أونال، الجنرال المتقاعد الذي كان يترأس القوات الجوية أثناء المحاولة الانقلابية، قد أدلى بإفادته ضمن الدعوى القضائية المتعلقة بالأحداث التي شهدتها رئاسة الأركان ليلة المحاولة الانقلابية بصفته ضحية وليس متهماً.
وزعم أونال أنه اتصل برئيس الوزراء آنذاك، بن علي يلدرم، في حوالي الساعة 24:00 للحصول على موافقة منه لإسقاط المقاتلات ليلة المحاولة الانقلابية غير أنه لم يتمكن من الوصول إليه.
هذا ويعزز لقاء أردوغان سرًا بأبرز قادة الانقلاب قبيل المحاولة الانقلابية الشكوك حول كونها محاولة انقلابية مدبرة.
وكان أردوغان قد وصف المحاولة الانقلابية بالهدية الإلهية التي أتاحت له فرصة لتصفية ما سماه عناصر “الكيان الموازي”، وبهذه الحجة قام بتصفية كل من لا يتوافق معه من القادة والضباط العسكريين، إلى جانب تصفية وفصل واعتقال عشرات الآلاف من المدنيين الذين ليس لهم أي علاقة بالمحاولة.