أنقرة (زمن التركية) – قال زعيم حزب الشعب الجمهوري التركي المعارض، كمال كليجدار أوغلو، إن الرئيس رجب طيب أردوغان يخدم الإرهاب من خلال عرض مشاهد المذبحة التي شهدتها نيوزيلندا خلال لقاءاته الجماهيرية.
وأكد زعيم المعارضة أن أردوغان بهذه الخطوة غير المسؤولة يخدم أهداف المهاجم الإرهابي الذي سجل هجومه على المسلمين، مشيرًا إلى أن عرض هذه المشاهدات باللقاءات الجماهيرية أمر لا يمكن استيعابه.
وفي إطار تعليقه على مبادرة أردوغان هذه، قال كليجدار أوغلو خلال مشاركته في بث على قناة (NTV) التركية قائلاً: “إن كنت تتلذذ من هذه المشاهد فلتعرضها لأسرتك داخل القصر على مدار الساعة”.
وكان 50 شخصاً قد لقوا مصرعهم خلال الهجوم الدموي الذي استهدف جامعي النور ولينود بمدينة كرايستشيرش في نيوزيلندا أثناء صلاة الجمعة يوم الخامس عشر من الشهر الجاري.
وعرض منفذ الهجوم، برينتون تارانت، المذبحة خلال بث حي على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك.
يذكر أن أردوغان يستمر في عرض لقطات الهجوم الدموي الذي شهدته نيوزيلندا خلال اللقاءات الجماهيرية في مسعى لإثارة المشاعر الإسلامية والقومية لتوجيه المواطنين إلى دعم تحالف الجمهور المكون من حزب العدالة والتنمية “الإسلامي” والحركة “القومية”.
وكان أردوغان قال للغرب في كلمة ألقاها بمناسبة الذكرى الـ104 على انتصار حملة الدردنيل أو معركة جناق قلعة في الثامن عشر من مارس/ آذار 1915: “أجدادكم أتوا إلى هنا. بعضهم عادوا على أقدامهم والبعض الآخر عادوا داخل توابيت. إن كنتم ستأتون مرة أخرى عاقدين النية عينها فنحن في انتظاركم، وسنستقبلكم مثلما استقبلنا أجدادكم. سنظل هنا حتى قيام الساعة، ولن تتمكنوا من تحويل إسطنبول إلى القسطنطينية. لن نتردد في تحويل بحر وأرض جناق قلعة إلى مقبرة لهؤلاء الأعداء مثلما فعلنا قبل 104 سنة”.
وأضاف أردوغان أن الغرب يواصل اختبار صبر وعزم تركيا رغم انقضاء قرن من الزمان قائلاً: “يختبروننا بالرسالة التي بعثوها لنا في نيوزيلندا التي تبعد 16 ألف و500 كيلومتر عن تركيا. نقول لهم تلقينا رسالتكم واستوعبناها وأدركنا أن حقدكم وكراهيتكم لا تزال حية قائمة… وها نحن موجودون هنا، نحن في جناق قلعة”.
كما أن حليف أردوغان الانتخابي دولت بهجلي، زعيم الحزب القومي، اقتدى بأردوغان وقال أمس أمام حشد جماهيري: “أيها الصليبيون نحن هنا ننتظركم، فإذا هاجمتم أراضينا سنغرقكم بدمائكم. ذلك الإرهابي الهمجي قام بقتل إخواننا المسلمين بدم باردة، ولذا لا بد من بقاء تركيا حائطا أمام آمال هؤلاء الصليبيين. لذا فإن الانتخابات المحلية التي ستشهدها تركيا في نهاية هذا الشهر تحمل أهمية كبيرة من هذه الزاوية”.
في حين أن محمد مجاهد كوتشوك يلماز، كبير مستشاري أردوغان، وصف الهجوم الإرهابي الذي استهدف مسجدين في نيوزيلندا بـ”الإرهاب الصليبي المنظم”، زاعمًا أنه إذا ما اجتمعت العداوة للإسلام والأتراك فإن ذلك يعني عودة الصليبيين مجددًا. ثم أضاف: “إذا كان القاتل الصليبي يقول إنه بدون أردوغان سيتراجع تأثير الأتراك، فإنه يجب علينا أن نعرف قيمة أردوغان وندافع عن القدس”، على حد تعبيره.