(زمان التركية) – التاريخ الإنساني مليئ بالأساطير والخرافات، فالكثير منها خيالي وغير حقيقي ،مجرد تخمين وتأليف لجذب الإنتباه، لكن مدينة الجن في تركيا ،أسطورة حقيقية موجودة بمدينة”نوشهر” وسط الأناضول ويزورها مئات السياح يومياً.
تُعرف المدينة باسم “درين كوي”، أوالبئر العميق، ويصل عمق المدينة الي أكثر من 50 متر تحت الأرض، وتعدّ أكبر مدينة في تركيا تحت الأرض ، كما تصنف المدينة بأنّها إحدى الاكتشافات الأثرية الغريبة باعتبارها مثيرةً للفضول .
وتحظي المدينة التي تم إكتشافها، أواسط القرن الماضي ،علي إهتمام كبير من علماء الجيولوجيا والأنثروبولوجيا ، بإعتبارها إحدى أسرار العالم القديم التي أكتشفت في العصر الحديث.
وأطلق علي المدينة الغامضة”مدينة الجن” من قٍبًل الأهالي ، لأنّهم لم يصدقوا أنّها كانت مسكونةً من قبل الحضارات القديمة، وإنّما استندوا على رويات الأجداد المتمثلة بأنّ الجن عاشوا فيها لفترةٍ طويلٍة من الزمان، وهجروها في الوقت الراهن، وسيعودوا إليها يوماً ما.
تاريخ مدينة الجن
ويظن علماء الأثار أن المدينة بنيت من قبل (بهريغيانس) أحد شهوب الهندوأوروبية خلال القرنين السابع والثامن قبل الميلاد، وكانت تتكوّن من مجموعة من الكهوف الكبيرة.
و تشكلت المدينة بشكلٍ كاملٍ خلال العصر البيزنطيّ، واستخدمت في ذلك الوقت لحماية البيزنطيين من المسلمين العرب خلال فترة الحروب البيزنطية الممتدة من عام 780 وحتى 1180م آنذاك.
واستخدمت خلال القرن الرابع عشر كمكانٍ لحماية المواطنين المسيحيين من الهجمات المنغولية التي كان يقودها توغل تيمور،وفيما بعد إستخدمها العثمانيين .
واكتشفت المدينة عام 1963م بعدما عثر أحد السكان الأتراك للمدينة ،على غرفةٍ غامضةٍ في الجزء الخلفي لجدار منزله، وبدأت بعد ذلك عمليات التنقيب عليها من قبل علماء الآثار، حيث تمكنوا من الوصول إلى عمقٍ قدره أربعين متراً، ويعدّ هذا العمق ليس أخفض نقطةٍ فيها.
أما مميزات وهندسة مدينة الجن فيوجد العديد من الأشياء التي تميز المدينة، حيث إنّها تمتلك أبواباً مشيدةً من الحجر ذو الحجم الكبير، وهذا الأمر ساهم بإغلاق كلّ طابقٍ منها بشكل منفصل عن الآخر، كما أنّ لها قدرةٌ على استعاب ما يقارب عشرين ألف شخصٍ للعيش فيها، فضلاً عن احتوائها على العديد من وسائل الراحة، حيث عثر فيها على معاصر للزيتون، واسطبلات للخيول، وغرفٍ للتخزين، وحجرات طعام، ومصلياتٍ أيضاً.
وتحتوي المدينة على غرفٍ واسعةٍ في الطابق الثاني المكوّن منها، واستخدمت هذه الغرف كمدرسةٍ دينية، في حين أنّ المستويين الثالث، والرابع منها يؤديان إلى كنيسةٍ صليبيةٍ، ومن حيث الهندسة وطريقة البناء فإنّ موقع وجودها جيولوجياً فإنّها تحتاج إلى أعمدة أساس لتحمل طبقات الأرض ولكنها لم تعتمد عليها وهذا دليلٌ على أنّها بُنيت بعناية فائقةٍ، باستخدم مواد بناء دقيقة جداً، وتحتاج إلى أسلوب متقن في التعامل معهابحسب ما جاء بموقع “موضوع” الثقافي .