محمد عبيد الله
برلين (زمان التركية) – استيقظ العالم كله أمس الجمعة على وقع حادثة الاعتداء الإرهابي الدموي على المصلين في مسجدين مختلفين بنيوزيلندا، والتي راح ضحيتها 49 قتيلاً، بينما أصيب 45 آخر.
وقد نشر “نبض تركيا” المختص في الشأن التركي عددًا من التغريدات على حسابه في تويتر، تناول فيها الموقف التركي من الحادث الأليم، متخوفًا من استخدام الواقعة في خدمة سياسات أردوغان الداخلية والخارجية.
وقال نبض تركيا في سلسلة تغريداته: “أطالب أردوغان بأن لا يوظّف هذا الهجوم الإرهابي الدموي في السياسة الداخلية والدولية، وأن لا يجعله وسيلة للتستر على جرائمه، من خلال الهجوم على الاتحاد الأوروبي الذي وافق على تعليق مفاوضات انضمام تركيا، والولايات المتحدة التي أصدرت مؤخرًا تقريرًا يكشف سجل أردوغان في حقوق الإنسان ”
أطالب #أردوغان بأن لا يوظّف هذا الهجوم الإرهابي الدموي في السياسة الداخلية والدولية وأن لا يجعله وسيلة للتستر على جرائمه من خلال الهجوم على #الاتحاد_الأوروبي الذي وافق على تعليق مفاوضات انضمام #تركيا و #الولايات_المتحدة التي أصدرت مؤخرا تقريرا يكشف سجل أردوغان في حقوق الإنسان https://t.co/SUd9UScOGu
— نبض تركيا NabdTurkey (@nabdturkey) March 15, 2019
وأضاف: “لكنني متأكد من أن أردوغان سيستغله لاتهام الغرب “النصراني” بالإرهاب لتحويل أنظار أنصاره وكل من يتعرض لتنويمه المغناطيسي الإعلامي من ممارساته الإرهابية على الشعبين الكردي والتركي إلى الإرهاب الغربي”.
وأعرب نبض تركيا عن استغرابه لإقدام المهاجم الإرهابي على المسجدين في نيوزليندا على استهداف أردوغان وهجومه على الدولة العثمانية خصيصًا قائلاً: “أنا مستغرب فعلا لماذا مرر المهاجم الإرهابي الكرة إلى أردوغان من بيانه الذي تحدث فيه عن آياصوفيا والعثمانية الجديدة التي يتبناها أردوغان في وقت أطلق أردوغان في الداخل التركي حملة ضد العلمانيين بدعوى استيائهم من الأذان لإحداث موجة إسلامية وقومية قبيل الانتخابات المحلية”، على حد قوله.
وقد أصاب نبض تركيا الحقيقة في توقعاته حيث بدأ أردوغان يوظف فعلاً وفي اليوم نفسه الهجوم الإرهابي وضحايا المسلمين في السياسة الداخلية، إذ ذكّر متابعيه مساء الجمعة بما قاله صباحًا قائلاً: “ألم أقل إن أردوغان سيستغل هذا الهجوم الإرهابي في السياسة الداخلية والخارجية. فقد بدأ يردد في لقاءات جماهيرية: مساجدنا ثكناتنا، قبابنا خوذاتنا، مآذننا حرابنا، والمصلون جنودنا، هذا الجيش المقدس يحرس ديننا، الله أكبر، الله أكبر.
ثم نقل نبض تركيا من أردوغان قوله الذي زل لسانه وقال بأنه لن يسمح بتحويل “آياصوفيا” إلى مسجد: “انظروا ماذا يقول هذا اللئيم المهاجم على المسلمين.. فهو يصف إسطنبول بالقسطنطنية ويقول بأنهم سيحولون آياصوفيا إلى مسجد.. هذه الأمة لن تسمح بذلك طالما حييت!!”.
وأشار نبض تركيا إلى ما ذكرته وكالة أنباء الأناضول التركية الرسمية أنّ منفذ الهجوم كتب عبارات عنصرية على سلاحه، هاجم فيها الدولة العثمانية والأتراك، حسب ما أظهر مقطع الفيديو الذي بثه بنفسه عبر الإنترنت، حيث كتب على سلاحه “Turcofagos”، وتعني بالعربية “التركي الفجّ”، وكذلك: “1683 فيينا”، في إشارة إلى تاريخ معركة فيينا التي خسرتها الدولة العثمانية ووضعت حدا لتوسعها في أوروبا.
أنصار #أردوغان ينشرون هذه الصورة التي تتضمن أسماء أهم السلاطين العثمانيين وتواريخ الحروب التي انتصروا فيها على المسيحيين ردا على المهاجم في #نيوزلندا الذي تحدث عن الحروب الصليبية واستعادة الأراضي الأوروبية من #تركيا
ما الفرق بين هاتين العقليتين.. ألا تغذي إحداهما الأخرى pic.twitter.com/E0U7YmDYle
— نبض تركيا NabdTurkey (@nabdturkey) March 16, 2019
ثم استنكر ما قام به بعض أنصار أردوغان من نشر صورة للعلم التركي مكتوب عليها أسماء أهم السلاطين العثمانيين وتواريخ الحروب التي انتصروا فيها على المسيحيين، وذلك ردًا منهم على المهاجم في نيوزلندا الذي تحدث عن الحروب الصليبية واستعادة الأراضي الأوروبية من تركيا، ثم عقّب قائلا: “ما الفرق بين بين هاتين العقليتين.. ألا تغذي إحداهما الأخرى!!”.
كما تمنّى نبض تركيا أن لا يكون الهجوم الإرهابي على المسلمين في نيوزيلندا من تدبير مخابرات أردوغان، ثم ذكّر بتصريحين خطيرين، أدلى بأحدهما فريق أول متقاعد “صبري يِرْمي بَشْ أوغلو” المتهم بانتمائه إلى تنيظم أرجنكون، لقناة “خبرترك” في 23 سبتمبر/ أيلول عام 2010، والثاني يعود لرئيس المخابرات التركي هاكان فيدان في تسجيل صوتي مسرب عام 2014 وأكدت محكمة تركية صحته مؤخرًا، مؤكدًا أن التصريحين يكشفان عن عقلية دولة أردوغان وأرجنكون، ويساعدان على فهم خلفيات الأحداث التي تشهدها تركيا والمنطقة والعالم منذ 10 أعوام.
واختتم نبض تركيا بنشر هذين التصريحين الذين وصفهما بـ”الصادمين”:
فريق أول متقاعد “صبري يِرْمي بَشْ أوغلو” لقناة “خبرترك” في 23 سبتمبر/ أيلول عام 2010:
“من قواعد الحرب النفسية الإقدام على تخريب رموز كبيرة، والهجوم على قيم سامية، بطريقةٍ توجّه أصابع الاتهام إلى العدو، وذلك لتعزيز مقاومة الشعب وصموده أمامه. فمثلاً يمكن حرق جامع ومسجد بهذا الغرض.. لقد بادرنا إلى حرق جامع في قبرص التركية مثلاً”.
رئيس المخابرات التركي هاكان فيدان في تسجيل صوتي مسرب أكدت محكمة تركية صحته:
“إذا اقتضى الأمر سأرسل 4 من رجالنا إلى سوريا ليطلقوا قذائف هاون من هناك على الجانب التركي.. لقد أرسلنا نحو ألفي شاحنة ذخيرة إلى سوريا.. يمكن أن نخلق الذريعة للتدخل العسكري في سوريا بتدبير هجوم على ضريح سليمان شاه؛ جد أول سلطان للدولة العثمانية”.
تصريحان صادمان لمسؤولين تركيين يكشفان عن عقلية دولة #أردوغان و #أرجنكون ويساعدان على فهم خلفيات الأحداث التي تشهدها تركيا والمنطقة والعالم منذ 10 أعوام pic.twitter.com/vxPDrRBDYc
— نبض تركيا NabdTurkey (@nabdturkey) March 16, 2019