بنسلفانيا (زمان التركية) – أعرب الأستاذ فتح الله كولن عن حزنه العميق تجاه ضحايا الهجوم الإرهابي الذي استهدف مسجدين في مدينة كرايستشيرش النيوزيلندية، وأسفر عن مقتل 49 على الأقل وإصابة 20 شخصًا.
وأدان كولن في بيان نشره عبر موقع ” تحالف القيم المشتركة” (alliance for share values) الهجوم الإرهابي الذي استهدف المصلين يوم الجمعة، مقدمًا تعازيه لنيوزيلندا دولة وشعبًا ولكل المسلمين في العالم، متنّيًا الشفاء العاجل للمصابين.
وقال كولن: “لسوء الحظ، فإن هذا الهجوم الشنيع الذي استهدف المسلمين في عطلتهم الدينية الأسبوعية وأثناء أداء عبادتهم هو أحدث سلسلة الهجمات التي استهدفت المساجد والكنائس والمعابد وغيرها من أماكن العبادة خلال الأشهر القليلة الماضية.”
ولفت كولن إلى ضرورة مبادرة الجميع بغض النظر عن الدين الذي يعتنقونه إلى رفض هذه الاعتداءات الوحشيّة، التي يتم إظهارها وكأنها لها صلة بالدين، وذلك بلا ي قيد أو شرط.
وأكد كولن “إن الإرهاب مرض يعاني منه البشرية جمعاء ويُظهر نفسه تحت مسميات مختلفة، من قبيل إسلامفوبيا أو عداوة المسيحيين أو معاداة السامية أو غيرها من أشكال التعصب”، وأرجع أساس المشكلة إلى الآراء والأحكام المسبقة والخوف والكراهية بين المختلفين فكريا أو دينيًّا أو عرقيًّا.
وفي السياق ذاته، نشر موقع نسمات للدراسات الاجتماعية والحضارية المعروف بقربه من الأستاذ كولن، بيانًا في الصدد قال فيه: “ببالغ الألم وعميق الحزن ينعى موقع نسمات للدراسات الاجتماعية والحضارية ضحايا الهجوم الإرهابي المروع الذي استهدف مسجدين في مدينة “كرايست تشيرش” في نيوزيلندا، أثناء أداء صلاة الجمعة، ما أسفر عن مصرع نحو 49 شخصا وإصابة مثلهم، بينهم العديد من الأطفال والنساء، في مذبحة مروعة يجب أن تندى لها مشاعر وقلوب ذوي الضمائر الحية في أنحاء العالم؛ لما فيها من انتهاك لحرمة الدماء المعصومة، وسفك دماء أرواح بريئة طاهرة كانت تتضرع لربها في خشوع واطمئنان”.
وأكد الموقع أن الإرهاب عمل خسيس لا يصح أن يرتبط بدين أو إنسانية، وأن من يُقدم على مثل هذه الأفعال البغيضة أشخاصٌ متجردون من مشاعر الإنسانية، ونزعت من قلوبهم مشاعر الرحمة والتسامح.
وذكّر قرائه بموقف الأستاذ فتح الله كولن الداعي دومًا إلى نبذ كل أعمال العنف والإرهاب ومحاربتها، والمؤكد على أن الإرهاب لا دين له، وأنه من الضروري وضع العديد من البرامج التربوية من أجل محاربة الأفكار المنحرفة التي يحاول المتطرفون غرسها في عقول شباب العالم على اختلاف أديانهم وأجناسهم.
وحث الموقع جميع أفراد الأسرة الإنسانية أن يتكاتفوا لاقتلاع هذا الداء الخبيث من جذوره، وأن يوحدوا مجهوداتهم على مستوى العالم ضد هذه التنظيمات الدموية التي ترتكب جرائمها تحت مسميات دينية والدين منها براء.
ولفت “نسمات” إلى ضرورة محاربة كل الظواهر الفكرية المنحرفة التي تتبنى أعمال العنف والإرهاب، عبر مقالات فكرية وعلمية، وندوات لنشر ثقافة الوعي والحب والتسامح وإحلال لغة التعايش والحوار محل لغة العنف والدمار.