تقرير: يوكسل جلبنار
أنقرة (زمان التركية)- اتهم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الأربعاء رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو بأنه “طاغية يقتل أطفالا” بعدما وصفه الأخير بأنه “دكتاتور” في ظل تصاعد لحدة التوتر بين البلدين.
وقال أردوغان خلال تجمع في أنقرة “لا نحتاج إلى دروس من نتانياهو، وليعلم جيدا أنه طاغية”، متهما رئيس وزراء كيان الاحتلال بـ”قتل أطفال فلسطينيين”.
ورغم التواتر المتصاعد سياسيا بين البلدين، إلا أن الاتهامات المتبادلة بين تخدم موقف الرئيس التركي المقبلة بلاده على الانتخابات المحلية.
وأردوغان في حاجة ماسة إلى أصوات الاسلاميين في تركيا مناهضين لإسرائيل، ما يجعله لا يفوت فرصة تصريحاته الشعبوية، خصوصا بعد فشل الرئيس في تحقيق وعوده الانتخابية العام الماضي بالقضاء على البطالة والفوائد المرتفعة وحل مشكلة التضخم ورفع قيمة الليرة.
وتظهر بيانات من معهد الاحصاء التركي الشهر الماضي أن معدل البطالة في تركيا بلغ 12.3 بالمئة في الفترة من أكتوبر/ تشرين الأول إلى ديسمبر/ كانون الأول، ارتفاعا من 11.6 بالمئة في الفترة من سبتمبر/ أيلول إلى نوفمبر/ تشرين الثاني.
وأشارت البيانات إلى أن متوسط البطالة خارج القطاع الزراعي بلغ 14.3 بالمئة، ارتفاعا من 13.6 بالمئة.
ودخلت تركيا في مرحلة ركود اقتصادي رسمياً نهاية العام الماضي، مع انكماش الناتج المحلي الإجمالي للربع الثاني على التوالي. وكشفت أرقام رسمية صدرت، أمس الاثنين، في تركيا عن استمرار تدهور مؤشرات الاقتصاد التركي، وتحقيقه انكماشاً بلغ 3% خلال عام 2018 بسبب التقلبات التي شهدتها البلاد وتراجع الليرة التركية وفقدان ثلث قيمتها، وسط تقييمات للمؤسسات المالية الدولية تشير إلى أن القادم بالنسبة إلى العملة المحلية سيكون أسوأ.
وأظهرت بيانات لهيئة الإحصاء، أمس، أن الاقتصاد التركي حقق نمواً بنسبة 2.6% خلال عام 2018، مقارنةً مع 7.4% عام 2017. كما شهد الربع الأخير من العام الماضي انكماشاً بنسبة 3%..
كما أن أردوغان فشل في خطة السيطرة على شمال سوريا قبل الانتخابات المحلية تحت مسمى انشاء منطقة آمنة كما وعد الشعب التركي.
ولم يتبقى بيده إلا ورقة القومية والدين لاستغلالهم إضافة لاتهام المعارضة بدعم الإرهاب.
ووصف الرئيس التركي صراحة قيادات حزب الشعوب الديموقراطي الكردي بأنهم عناصر ارهابية والأحزاب المعارضة الأخرى بالتحالف مع هذه العناصر الارهابية لإسقاط شرعيته.
واستغلالا للمشاعر الدينين يزين مسؤلين بحزبه الفوز بالجنة لمن ينتخب العدالة والتنمية.
ووعد نائب حزب العدالة والتنمية في مدينة سيواس عصمت يلماز، خلال دعوة المواطنين للتصويت لصالح مرشح الحزب بالانتخابات المحلية حلمي بيلجين رئيسًا للبلدية، الناخبين، بـ”دخول الجنة”.
وكان عصمت يلماز الذي تولى حقيبة وزارة المالية ووزارة التعليم التركية في وقت سابق، قد قال خلال الرد على أسئلة أعضاء حزب العدالة والتنمية من لجنة الشباب في مدينة سيواس ودعوتهم للتصويت لصالح مرشح الحزب حلمي بيلجين: “ستكون تلك شهادة براءة لكم يوم القيامة”.
كان حزب أردوغان قد استهلك الخطابات الديمقراطية والليبرالية القائمة على ملفي حقوق الإنسان والاقتصاد، في الفترات الثلاث الأولى التي بدأت في 2002، حيث وصل إلى الحكم وانتهت في 2011، حيث جرت آخرُ انتخابات نزيهة لم تشبها شائبة التزوير والتلاعب، ثم لجأ إلى اسخدام خطابات “القومية التركية” في الفترة ما بين 2011 و2018. أما في هذه الأيام فنراه يركز على التوظيف السياسي للإسلام، إلى جانب القومية، نظرًا لعجزه عن كتمان حقائق الأزمة الاقتصادية التي يحاول تأجيل انفجارها إلى ما بعد هذه الانتخابات.
تحول مرشحو حزب العدالة والتنمية ونوابه إلى “حراس الجنة وزبانية جهنم”، فيتعهدون بالجنة لمن يصوتون لصالحهم، ويهدّدون بالنار لمن يصوتون لغيرهم. فقد قال وزير الدفاع والتعليم التركي السابق عصمت يلماز، في لقاء ترويجي لحزبه، إن انتخابَ مرشح حزب العدالة والتنمية في الانتخابات البلدية سيكون “وثيقة غفران” للناخب! ومن ثم خرج زميله البرلماني البروفيسور حاجي أحمد أوزدمير ليقول “حزب العدالة والتنمية جاء في المركز الثامن في أوراق الاقتراع، والثمانية رقم يذكرني بأصحاب الكهف، فهو رقم يرِد في كتابنا المقدس!”