(زمان التركية)ـــ يبدو أن القوات الكردية التي قادت القتال ضد تنظيم داعش، تستعد لمعركة سياسية في المستقبل القريب من خلال كفاح سياسي لنيل اعتراف دولي بمنطقتهم التي يطمحون لأن تتمتع بحكم ذاتي، والحصول على مساعدة للتعافي من آثار الحرب.
و في هذا الصدد صرح بدران جيا كرد، مستشار الإدارة التي يقودها الأكراد، وتدير شمال وشرق سوريا، خلال مقابلته مع وكالة “رويترز” أن النصر على داعش في الباغوز، وهي منطقة عند الحدود مع العراق، سيكون إيذانًا بمرحلة جديدة.
وفي حديثه عن تلك المرحلة قال جياكرد: “ستكون هناك جهود ونضال لكسب الشرعية السياسية لهذه الإدارة، والوصول إلى حل سياسي سلمي للصراع السوري “.
وأضاف أن الجهود الدبلوماسية القادمة ستركز على تعزيز العلاقات مع الحلفاء الأوروبيين، والولايات المتحدة، ودول أخرى، في التحالف الذي يقاتل تنظيم داعش.
وتأمل السلطات الكردية حاليًا أن يمنحها التحالف العسكري مع واشنطن دعمًا سياسيًا.
ويمثل إحجام الغرب عن التعامل مع أكراد سوريا سياسيًا بسبب مخاوف تركيا التي تعتبر وحدات حماية الشعب جزءًا من حزب العمال الكردستاني المحظور الذي يشن تمردًا على الأراضي التركية منذ عشرات السنين مصدرًا كبيرًا للإحباط للأكراد.
وقال جيا كرد:“صراحة، حتى الآن لم يتبلور موقف واضح بشكل جيد.. حتى من الشركاء الفعليين الذين قاتلنا معهم جنبًا إلى جنب ضد داعش“.
وفي إطار الحديث عن إعادة الإعمار عبر جياكرد عن أمله في أن تقوم الدول الأجنبية بمساعدة الأكراد في إعادة تشييد البنية التحتية، وإنعاش الاقتصاد لمنع داعش من الظهور مرة أخرى، أو أي غزو من قوات معادية في إشارة واضحة لتركيا.
و في إشارة منه الي مسألة المصالحة مع قوات النظام السوري، قال جيا كرد إن الاتصالات التي بدأت في الآونة الأخيرة مع دمشق تعثرت، واتهم الحكومة السورية برفض التفاوض.
وخلال كلمة ألقاها الشهر الماضي، حذَّر الأسد المقاتلين الأكراد من مغبة الاعتماد على واشنطن، وقال إن الدولة فقط هي التي يمكنها حمايتهم.
وتسيطر القوات الموالية للأسد حاليًا على معظم مناطق البلاد بفضل دعم من روسيا، وإيران، وتعهدت باستعادة كل شبر من الأراضي السورية.
وقال جيا كرد إن هذه التصريحات أنهت الآمال في الحوار، وقد تؤدي إلى ”توجه خطير وكارثي“ نحو صراع لا ترغب فيه الإدارة في الشمال
ويأمل الأكراد في التوصل إلى اتفاق سياسي يكفل حكمهم الذاتي داخل سوريا ،يعتمد النظام الاتحادي ( وليس إستقلال) ويحمي منطقتهم من أي هجوم تركي.