تعرضت الأديان، وخاصة الإسلام بشكل غير منصف للانتقاد واللوم بشأن كثير من العادات التي لا علاقة لها في الواقع بالدين، ولم يقرها في الأساس
“وقد كان كثير من التابعين يستشيرون ويتعلمون من زوجات النبي ﷺ؛ ولم يقتصر هذا الوضع على زوجات النبي ﷺ فحسب. وفي الفترات التي تلت ذلك، كانت النساء المؤهلات تعملن معلمات لكثير من الناس؛ وليس هناك في الإسلام ما يحدّ من حياة المرأة أو يضيق من مجالات نشاطها، والأمور التي تبدو سلبية بالنسبة لنا اليوم يجب تحليلها فيما يتعلق بظروف الوقت الذي جرت فيه، وسياسة الدول المعنية التي وقعت فيها.”
ليس هناك في الإسلام ما يحدّ من حياة المرأة أو يضيق من مجالات نشاطها.
“وما يهم حقًّا، هو مراعاة القدرات البدنية للمرأة وظروف العمل؛ فعلى سبيل المثال، هل ينبغي توظيف المرأة في الأعمال الشاقة مثل مناجم الفحم؟ وهل ينبغي إجبارها على أداء الخدمة العسكرية كالرجال؟ هل ينبغي أن تخضع للتدريب العسكري الشاق؟ فإذا اعتبرت هذه الأمور ضرورية وممكنة، فلا أعتقد أنه سيكون هناك من يرفض ذلك”.
عادات مجتمعية ظالمة للمرأة
وهناك الكثير من العادات والطقوس التي لا تزال تشكل جزءًا من المجتمعات في شتى أنحاء العالم، والتي ليست خاطئة فحسب، وإنما أيضًا ضد حقوق الإنسان؛ ومع ذلك، وبما أن الثقافة والدين يرتبطان مع بعضهما البعض بمرور الوقت، فلا يمكن لأتباع عقيدة معينة أو المراقبين من الخارج أن يعلموا المواضع التي ينفصل فيها الدين والثقافة عن بعضهما. فالأديان، وخاصة الإسلام، قد تعرضت بشكل غير منصف للانتقاد واللوم بشأن كثير من هذه العادات التي لا علاقة لها في الواقع بالدين، ولم يقرها في الأساس؛ ومن الأمثلة على ذلك مسألة ختان الإناث، وكذلك عدم السماح للفتيات بالذهاب إلى المدرسة هو مثال آخر على ذلك.
كانت أمهات المؤمنين عائشة وحفصة وأم سلمه (رضي الله عنهن) من بين الفقيهات وأهل الاجتهاد.
وإذا تذكرنا حقيقة أن عبدة الأوثان في شبه الجزيرة العربية قبل الإسلام كانوا يدفنون بناتهم من قبيل العار، عرفنا أن الإسلام بمبادئه قد مثل تطورًا هائلًا فيما يتعلق بحقوق المرأة؛ فالإسلام لا يميز بين النساء والرجال، ويطالب جميع المؤمنين، رجالاً ونساءً على حد سواء، بالبحث عن المعرفة واستكشاف أسرار الكون.
المصدر: موقع النسمات