لم تسلم السيدات من حالات الاعتقال والسجن والفصل التعسُّفيّ ولم تراع الحكومة التركية أيّ قوانين دولية تنص على حقوق للمرأة أو الطفل.
وقد حالفني الحظ منذ عامين بالتعرف على مجموعة من السيدات والطالبات الفضليات اللواتي لجأن إلى مصر مع أسرهن بعد أزمة الانقلاب الفاشل لاستكمال دراستهن بمصر بعدما تقطعت بهن سبل الحياة ببلادهن. وبهذا تكون قد اجتمعت عليهن صعوبات عدة بين الغربة عن الوطن والأهل، والظلم الذي واجهوه جراء الاتهامات الباطلة بالتحريض على الانقلاب التي ساقتها الحكومة التركية ضدهن، فضلا عن تأسيس حياة جديدة مختلفة تماما عن حياتهن التي عشنها سابقًا.
آخر الحالات التي تم تسجيل وفاتها الشابة “كينج عثمان”(30 عام) محفظة قرآن اعتقلت بتهمة التحريض على الانقلاب، حيث حُرمت من تناول أدويتها مما أدى لإصابتها بالتهاب رئوي ووفاتها.
ولا أنكر إعجابي الشديد بما وجدته فيهن من تمسُّك بوسطية وصحيح الدين الإسلامي، بما يجمع بين الدنيا والدين ويتوافق مع روح العصر الحديث. كما أنه قد هالني ما وجدته فيهن من صبر ومثابرة وحب للعمل والاطلاع ومساعدة الغير، وتصورت لوهلة أنهن في رحلة للدراسة بمصر ولم يأتين إليها مضطرات.
لا أنكر إعجابي الشديد بما وجدته في نساء الخدمة من تمسُّك بوسطية وصحيح الدين الإسلامي، بما يجمع بين الدنيا والدين ويتوافق مع روح العصر الحديث.
وقد حافظت سيدات الخدمة على أسلوب حياتهن كما هو رغم اختلاف الدولة والمناخ العام والظروف المعيشية، فمن خلال تعرفي عليهن، وجدت أن كل سيدة أو طالبة هي بمثابة أخت كبرى لمن تصغرها، وتجد منهن بالمقابل كامل الاحترام والتقدير لمساعدتها لهن. لقد تناست كل سيدة أو طالبة منهن كافة الصعوبات والمآسي التي مررن بها لتقديم الخدمة لغيرهن، وهذا هو جوهر دعوة الأستاذ “كولن” التفاني في مساعدة الآخرين بأي شيء وفي كل وقت. فهناك سيدة فاضلة تعرفت عليها هي أم لولدين وتعيش في دولة جديدة بالنسبة لها، بيد أنها استطاعت بسرعة شديدة التأقلم مع أسلوب الحياة بمصر كما أنها تشرف على مجموعة من الطالبات تذاكر لهن وتساعدهن في تدبير أمورهن كافة، وهذا مع مراعاة عملها ورعاية أبنائها. وهناك نموذج آخر عايشته مباشرة لفتاة جامعية تستكمل دراستها في الأزهر الشريف في المرحلة النهائية، وتساعد الطالبات الأصغر منها في مراحلهن الجامعية المختلفة، إنه نموذج فريد قلما نجده. ولكن هذا هو الحال مع “سيدات الخدمة”.
بقلم/ منى سليمان
المصدر: موقع النسمات