لندن (زمان التركية) – قالت صحيفة “تايمز” البريطانية إن التحقيقات التي أجراها برلمان كوسوفو توصلت إلى أن عملية ترحيل 6 مواطنين أتراك من إلى تركيا من قبل الأجهزة الاستخباراتية تم بأغلب الاحتمال بتعليمات من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عبر نظيره الكوسوفي هاشم تاجي.
وكان الرئيس تاجي علق على الواقعة بقوله “إن تهديد الأمن القومي هو السبب الوحيد للترحيل.”
وأوضحت الصحيفة في خبرها أن تحقيق اللجنة البرلمانية أظهر إلى أي مدى يلاحق أردوغان منافسيه السياسيين بالخارج، وكيفية استغلال تركيا لمؤسسة أمنية بدون علم من رئيس الوزراء الكوسوفي راماس هاراديناي.
وكان البرلمان في كوسوفو قرر قبل نحو عام في أبريل/ نيسان الماضي، تشكيل لجنة لتقصي الحقائق والبحث في واقعة اختطاف المعلمين الأتراك الستة.
وفور حدوث الواقعة أصدر رئيس وزراء كوسوفو قرارا بإقالة وزير الداخلية ورئيس جهاز الاستخبارات بسبب وقوع الحادث دون علمه، وأمر بفتح تحقيق منفصل.
وذكرت صحيفة التايمز أيضا أن المواطنين الأتراك كانوا يحملون إقامة قانونية في كوسوفو أثناء اعتقالهم ومن ثم تم ترحيلهم فورا إلى تركيا ووضعهم في سجن سيليفري الذي يحظى بسمعة سيئة.
ووصفت التايمز حركة الخدمة التي ينتمي إليهم أغلب الأتراك الذين تم ترحيلهم، بأنها “تنظيم ديني يرى أردوغان أنه المدبر للمحاولة الانقلابية” في 2016، مفيدة أن خمسة من بين سبعة أتراك تم ترحيلهم ينتمون لحركة الخدمة.
من جانبها تتهم أنقرة “الخدمة” بتدبير المحاولة الانقلابية، لكنها لم تقدم أدلة تقنع المجتمع الدولي.
وأكدت الصحيفة أن الشخص السادس تم اعتقاله بالخطأ، وعلى الرغم من إدراك قوات أمن كوسوفو هذا الأمر فإنها قامت بترحيله.
أضافت الصحيفة أيضا أن باكستان وأذربيجان والسنغال ومنغوليا من بين 21 دولة استجابوا لدعوات أردوغان بترحيل أفراد حركة الخدمة إلى تركيا، مشيرة إلى حديث وزير الخارجية التركية، مولود جاويش أوغلو، عن تقدم بلاده بطلبات إعادة وترحيل 482 شخصا في 83 دولة خلال شهر نوفمبر/ تشرين الثاني.
هذا واختتمت الصحيفة خبرها بقولها إن هذه الواقعة تعكس نفوذ أنقرة المتنامي في كوسوفو التي كانت جزءًا من الإمبراطورية العثمانية في مرحلة ما، وأن الحكومة التركية تنفق أموالا كثيرة لخدمات التعليم وبناء الجوامع في كوسوفو، غير أنها ترفض الإفصاح عن حجم هذه النفقات.
يذكر أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قال العام الماضي إن العملية تمت بالتنسيق بين جهاز الاستخبارات التركي ونظيره الكوسوفي.