أنقرة (زمان التركية)- شهدت العلاقات الأمريكية التركية المتوترة، تطورًا سلبيًا سريعًا الأسبوع الماضي، سيترتب عليه الكثير من التغيرات في الخراطة السياسية الفترة القادمة .
فالعلاقات المتوترة منذ احتجاجات متنزه “غازي” بإسطنبول عام 2013 والتي كانت تعتبر كبداية لسقوط قيمة أردوغان في واشنطن، مروراً بقضايا “رضا ضراب” وقضية ملاحقة أتباع حركة الخدمة وإعتقال القس أندرو برونسون تقترب من الاشتعال في ظل وجود صفقة الصواريخ الروسية إس_ 400 التي تعارضها الولايات المتحدة والتي إذا تمت ستحدث خسارة جديدة في العلاقات المتوترة في الأساس.
ويعتبر يوما 4 و5 من مارس/ أذار الجاري وكأنهما إعلان الخسارة في هذه العلاقات بحسب ما ذكره الصحفي التركي” المتخصص بالعلاقات الأمريكية التركية” إلهان تانير .
ففي الـخمس من الشهر الجاري وقع هناك حدثان مختلفان أحدهما في واشنطن والثاني في مدينة توسلا بولاية أوكلاهوما، مثّلا تطورات مهمة عكست موقف حكومة أردوغان في واشنطن.
أول هذين الحدثين عندما قام عدد من الجنرالات الكبار لدي الولايات المتحدة بالحديث عن الأزمة التي ستحدثها صفقة الصواريخ الروسية إس_ 400 والتي لا تتوافق مع شركاء حلف الناتو، وذلك كما جاء في تصريح الجنرال “كورتيس سكاباروتي” قائد القوات الأوروبية الأميركية، الذي ربط القضية الثانية بطائرات إف-35، وقال إنه يعتقد بأن هذا (منظومة إس-400) تمثل مشكلة لجميع الطائرات الأميركية، ولا سيما الطائرات طراز إف-35.
كما عبر السيناتور “جين شاهين”، عن عدم ارتياحه لما سمع به بشأن هذه القضية قائلاً “تجري حاليًا دراسة هذا الأمر”.
وفي 4 مارس/ آذار أيضًا قال “أريك باهو” المتحدث الرسمي باسم البنتاغون إن شراء تركيا أنظمة إس-400 بنفس الطريقة سوف يؤدي إلى “نتائج مهمة ومصيرية لأقصى درجة” في العلاقات الدفاعية بين الولايات المتحدة الأميركية وتركيا.
أما التطور الثالث فكان في 5 مارس/ آذار، حيث رأينا أن السيدة الأولى “ميلانيا ترامب”، قد قامت بزيارة مدرسة “دوف تشارتر”، وهي مدرسة حكومية ذات إدارة خاصة مقربة من حركة الخدمة في أوكلاهوما. والتي تعتبرها حكومة العدالة والتنمية العدوالأول لها وحاولت وعلي رأسها أردوغان مراراً وتكراراً الضغط علي الولايات المتحدة لتسليمهم .
بالإضافة إلى أن ترامب ألغى ليلة الـ 4 من مارس/ أذار تصنيف تركيا كـ “دولة نامية”، ونتيجة لهذا فقد فرضتعليها مجموعة من الضرائب الجديدة. وظهر أن هدف رفع حجم التجارة بين الدولتين إلى 75 مليار دولار، والذي ذكر أردوغان أنه طُرح في أخر اتصالين هاتفيين مع ترامب، غير واقعي.
وفي تطور أخير، بعث ترامب، يوم الخامس من الشهر الجاري أيضًا، برسالة إلى الكونجرس تضمن موافقته “مائة بالمائة” على بقاء قوات أمريكية في سوريا. وهكذا فإن أردوغان، الذي كان رحب بقرار الولايات المتحدة الأميركية بالانسحاب من سوريا، وقابله بامتنان عظيم، قد تعرض لخيبة أمل أخرى.