أنقرة (زمان التركية) – في الوقت الذي تصف فيه حكومة حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا الأزمة الاقتصادية في البلاد بأنها بسبب مكائد من “قوى الشر” بحث إبراهيم قهوجي، الكاتب في صحيفة “قرار” في هذا الوصف عبر سلسلة من الأسئلة، طرحها على وزير الخزانة التركي.
وتواجه تركيا أزمة اقتصادية بدأت تزامنا مع الزيادة التي عجزت عن عرقلتها في مؤشر سعر صرف العملات الأجنبية أمام الليرة منذ أغسطس/ آب من عام 2018 وأصابت جميع المجالات الاقتصادية الأخرى.
وتطرق قهوجي إلى نظرية وزير المالية والخزانة بيرات ألبيراق المتعلقة بأن ضعف الاقتصاد عائد لهجمات القوى الخارجية، وهو ترديد لما كان يقوله سابقا الرئيس التركي، قائلا: “سيدي الوزير، من أين تأتي الهجمات الخارجية؟ ما هي تلك القوى الخارجية؟ ما الذي تسعى لتحقيقه قوى الشر؟”.
وذكر قهوجي أن هولندا وألمانيا وإنجلترا أصبحت الآن في فئة “الدول الصديقة” بعدما صنفت في الفترة السابقة ضمن القوى الخارجية، وواصل مقاله على النحو التالي:
“السؤال العالق في الأذهان هو من العدو؟ كان هناك أعداء خلال مرحلة الاستفتاء الدستوري. فقد أعلنت أنقرة هولندا وألمانيا أعداء لنا. قائمة الأعداء هذه متغيرة دومًا، ففي بعض الأحيان كانت الولايات المتحدة عدوا وأحيانا كانت بريطانيا تتصدر القائمة، لكن اليوم تراجعت السلطة عن طرح اسم أي دولة فيما يخص اتهامات الهجمات الخارجية والأعداء. إذ أصبحت هولندا صديقة لنا وألمانيا أكبر حلفائنا وإنجلترا سوقنا الرئيسي”.
وأضاف: “خلال الفترة بين عامي 2003 و2017 كانت دول الاتحاد الأوروبي مصدر 127.8 مليار دولار من الاستثمارات المباشرة التي تلقتها تركيا، وارتفعت بنحو 165 مليار دولار، وكانت هولندا في صدارة هذه الدول باستثمار بلغت 36.4 مليارات دولار. وجاءت ألمانيا في المرتبة الثانية باستثمارات بلغت 16.1 مليار دولار.
وتابع: “وبالنظر إلى قائمة أكثر الدول التي يدين لها القطاع الخاص التركي اعتبارا من أكتوبر/ تشرين الأول من عام 2018 تأتي إنجلترا في الصدارة بواقع 36.2 مليار دولار، تليها ألمانيا بواقع 19.7 مليار دولار، ثم هولندا في المرتبة الثالثة بواقع 15.6 مليار دولار.
وأشار إلى أن الولايات المتحدة تأتي في قائمة الدائنين بنحو 19.3 مليار دولار، كما أنها تأتي أيضا ضمن قائمة الاستثمارات المباشرة بحجم استثمارات بلغ 5.1 مليار دولار.
ثم عقّب الكاتب قائلاً: “هنا يظهر أمامنا سؤالان لا بد من الإجابة عليهما ألا وهما:
- إن كانت هناك قوى شريرة تنفذ فعلاً خطة في تركيا فما المشروع الذي دعمته تلك القوى بإرسال 3 مليار دولار على مدار 16 عاما؟
- إن كان اقتصاد تركيا يتعرض حقا لهجوم فمن المعتدين؟ دعونا نعرف اسم عدونا. أليس من حقنا أن نعرف اسم عدونا؟