وشجرة الدوم من الأشجار المعمرة بطيئة النمو ويصل ارتفاعها في بعض الأحيان إلى حوالي 30 مترًا، ولها أوراق مروحية الشكل مليئة بالأشواك وثمارها في حجم البرتقال ولكنها صلبة وذات لون بني يميل للإحمرار، وللثمرة بذرة كبيرة صلبة بنية اللون ملساء، ويغلفها نسيج فلليني حلوة المذاق. تؤكل ثمرتها ولها استخدامات عديدة سواء فى المجالات الطبية أو الاقتصادية وحتى الفنية.
فى الغالب تنمو تلك الأشجار طبيعيًا، دون تدخل الإنسان لزراعتها وتظهر فى شكل تجمعات، أما عند زراعتها فإنه يتم وضع بذورها فى الأرض وتُوالى بالرش حتى الإنبات الذي قد يتأخر عامًا كاملاً لصلابة غلاف الثمرة، ويلجأ بعض زارعيها إلى كسر غلاف البذرة لكى تنمو بسرعة.
فوائد الدوم الصحية
يؤكد خبراء التغذية أن شجر الدوم له فوائد طبية كثيرة يغفل عنها الكثير من الناس ، ويعتبرها الكثير أشجارًا صحراوية لا فائدة منها.إلا أن فوائد الدوم العلاجية والدوائية تنبع من كونه غني جدًا بالعديد من العناصر والفيتامينات المفيدة والضرورية، مثل فيتامينات B بالإضافة لغناه بمواد مضادة للأكسدة قوية، مثل مركبات الفلافونويد (البوليفينول).
ومن فوائده الصحية :
1 – تستخدم عصارة شجرة الدوم لعلاج التقرحات التي تصيب الفم، ويستخدم لوقف نزيف الدم وعلاج بعض الأمراض الجلدية وتسكين آلام القدم والأرجل.
2- لها فائدة كبيرة للمتزوجين؛ فنبات الدوم له تأثير واضح في علاج اضطرابات القدرة الجنسية عند الرجال، ويعمل على زيادة عدد الحيوانات المنوية، كما يعمل على ضبط إفراز هرمون (التستيرون) الذي يؤدي نقصه عن المعدل الطبيعي للرجل أو المرأة إلى مشاكل صحية مثل التأثير على قوة الذاكرة، قوة العظام، والطاقة.
3- يستخدم الدوم لعلاج العقم عند النساء؛ حيث يتم تناول ملعقة من حبوب لقاح الشجرة مخلوطًا بالعسل يوميًا.
4- يستخدم الدوم بكثرة فى علاج الضغط حيث يتم تقشيره ويتم أخذ اللحاء الخارجي الخاص به ويتم تجفيفه وطحنه ليصير مثل الدقيق ثم يعبأ فى برطمانات ويتم إذابته فى الماء مخلوطا بالسكر، ويتم شربه كخافض للضغط ولعلاج الصداع، كما يعد مشروبًا مرطبًا يشربه كثيرون، خاصة قبل الإفطار خلال شهر رمضان.
ويفضل كثير من المرضى في صعيد مصر، التداوي عبر الأعشاب الطبيعية والنباتات، خاصة النباتات التي تنتجها بيئتهم الصحراوية -البعيدة إلى حد كبير عن ملوثات المدن- والتي ينبت بعضها بصورة طبيعية بعيدة عن تدخل الإنسان، ولذلك تنتشر في الواحات وفي بعض قرى صعيد مصر مهنة المعالج بالأعشاب.
5- مفيد جدا لمرضى الضغط العالي .
6- ـ يعمل على علاج الربو .
7-يعالج تضخم البروستاتا .
8- يستخدم منقوعه على فروة الرأس لإنبات الشعر . فهو مفيد في حالات الصلع .
9- له فاعليه كبيرة في خفض نسبة الكوليسترول في الدم وبالتالي الوقاية من تصلب الشرايين.
10- تستخدم عصارته في علاج النواصير والبواسير وتقرحات الفم.
11- يستخدم كعلاج لبعض الامراض الجلدية، وتسكين آلام القدم والأرجل.
12- يستخدم لب الثمرة في علاج ضربة الشمس
13- كما تستعمل أوراق شجرة الدوم في عمل السلال والحبال والتى يقوم بتصنيعها كبار السن من النساء والرجال بالقرى.
محاربة السرطان
تم إجراء العديد من الدراسات والأبحاث حول ما تحتويه نبتة الدوم من مضادات للأكسدة، ومهمة هذه المضادات تقوم على مقاومة نمو الخلايا السرطانية في جسم الإنسان، خاصة السرطان الذي يصيب البروستات، كما أنه من المتوقع أن يقوم العلماء والأطباء بإدخال الدوم في صناعة الكثير من الأدوية التي يمكنها أن تساعد بشكل كبير في علاج أنواع السرطانات المختلفة.
وقد أثبتت الأبحاث والدراسات أن لنبتة الدوم فوائد عديدة فهي تحتوي على فيتامينات ومواد مغذية، وتعمل على مكافحة الأرق وتحافظ على سلامة الأعصاب، كما أن المستخلصات المستخرجة من نبتة الدوم تساعد في علاج البلهارسيا، وتساعد بشكل كبير في إيقاف النزيف، ويحتوي الدوم على عنصر الكالسيوم والذي له دور فعال في تقوية الأسنان والعظام. يعتقد الباحثون في المجال الطبي أنه قد يكون له دور جيد في علاج مرض السكري.
تحضير عصير الدوم
يتم نقع ثمار الدوم في الماء لأكثر من 6 ساعات ويتم تقليبه من وقتٍ لآخر، وإذا كانت درجة حرارة الجو مرتفعة فيفضل وضعه بالثلاجة بعد ساعة. بعد عملية النقع يتم وضعه على النار فقط ليسخن ولا يمكن تركه حتى يغلي، والسبب في ذلك أن ثمار الدوم إذا غلت فإنها سوف تصبح مرة المذاق، والهدف من تسخينه هو التعقيم فقط.
بعد تسخين الدوم تتم تحليته بالسكر حسب الرغبة، ثم يوضع جانبًا حتى يبرد، ثم نقوم بتصفيته بواسطة مصفاة ذات ثقوب ضيقة، ولكن يجب التنويه إلى أن تفل الدوم غير ضار نهائيًا ويمكن أكله؛ لأن ثمرة الدوم تؤكل كما هي، بمعنى آخر يشرب عصير حسب الرغبة في بقاء التفل أو إزالته. يوضع بعد ذلك في الثلاجة، ويفضل شربه في أقرب وقت ممكن، فهو سريع التلف لذلك من الأفضل أن يكون طازجًا.
ثمرة الدوم تتميز بغلاف لبي خارجي، وهذا الغلاف يستعمل في علاج ضربة الشمس التي تصيب الإنسان إذا تعرض للشمس لفترات طويلة، بشرط أن يؤكل نيئًا، أما إذا كانت الثمرة جافة، فيتم سحق الغلاف الخارجي، ثم تؤخذ منه ثلاث ملاعق كبيرة ثم يتم وضعها في كوب مليء بالماء، ويشرب منه بمعدل من ثلاث إلى أربع أكواب يوميًا.
ولعلاج الحميات وارتفاع ضغط الدم يؤخذ الغلاف الاسفنجي الليفي، ويتم سحقه وطحنه حتى نحصل عليه ناعمًا، يؤخذ منه ثلاث ملاعق كبيرة ويتم إضافتها إلى كوب من الماء، بعد مزجها جيدًا تشرب ثلاث مرات يوميًا، ولا شك بأن بذور الدوم أيضًا لها فوائد كثيرة حيث تتميز بذوره بالصلابة ويتم الاستفادة منهاعن طريق حرقها ثم سحقها، ويؤخذ من المسحوق مقدار ملعقة صغيرة ثم تمزح مع كوب ماء مغلي وتترك فترة تقدر بعشرة دقائق، بعد ذلك يتم تصفيتها وتشرب على دفعات تقدر بثلاث مرات يوميًا، يستفاد منها لعلاج مرض الربو والحساسية، وهناك أيضًا مجموعة من الدراسات الحديثة التي أكدت على أهمية وفوائد ثمار الدوم، وقالت إنها مفيدة في حالات الحميات الغذائية وأيضًا منعشة ولا تسبب أي نوع من الخمول.
خشب الدوم
بجانب فوائدها الصحية وكونها مصدر رزق لبعض أهالي الصعيد في مصر، فلها دور فني أيضا وذلك لاستخدامه أعمال النحت على أخشاب شجر الدوم، أحد فنون النحت الراقية والصعبة التى يتميز بها فنانو الواحات دون غيرهم من الفنانين والذين يجدون صعوبة بالغة فى العمل والنحت والرسم على تلك الأخشاب الصلبة حيث تصنع منها التماثيل الفرعونية بمختلف أنواعها .
عثر العلماء على ثمار الدوم فى المقابر المصرية القديمة بمنطقة اللاهون بمحافظة الفيوم المصرية، وهناك العديد من رسومات الدوم على منقوشة على جدران حديقة أحد أتباع “نخب” فى تل العمارنة بمحافظة المنيا -جنوب القاهرة- فخشب أشجار الدوم شديد المتانة، وهو ما يجعل أبناء جنوب مصر يستخدمونه في سقف البيوت والأبواب، لأن خشبه لا يتأثر بالنمل الأبيض، الذي يتسبب في تآكل الأخشاب ويظهر بكثرة بالقرى المتآخمة للمناطق الجبلية .
ويقوم أهالى تلك القرى بتشييد منازلهم من الطين والأحجار البيضاء، وسقف منازلهم بأخشاب الدوم وجريد النخيل، نظرًا لرخص ثمنه وما يوفره من أجواء ملائمة للطبيعة بعيدًا عن استخدام الخرسانة والإسمنت.
ومع الأسف الشديد فإن عدم إقبال الناس على زراعة أشجار الدوم حاليا أدى إلى تناقص شديد لأشجاره؛ حيث لايتعدى عدد أشجار الدوم بمصر 450 شجرة، بخلاف ما ينبت دون تدخل الإنسان، ولذلك يرتفع سعر المنتجات المصنعة من خشب الدوم بسبب ندرتها في عموم مصر.
بقلم/ أسعد النوبي
المصدر: مجلة حراء