أنقرة (زمان التركية)- كشف المسح الأخير الذي أعده معهد الإحصاء الرسمي في تركيا أن سعادة المواطنين الأتراك أقتربت من أدنى مستوى لها على الإطلاق.
وأوضحت بيانات معهد الإحصاء التركي “الجمعة” أن نسبة الأتراك الذين يقولون إنهم سعداء في حياتهم انخفضت إلى 53.4 في المئة العام الماضي، وهو أدنى مستوى لها منذ بدء تسجيل البيانات في العام 2009، بينما كان 58 في المئة عام 2017.
و أظهرت البيانات التي وردت في مسح “الرضا عن الحياة” الذي أجراه معهد الإحصاء التركي للعام 2018،إرتفاع عدد الأتراك الذين يقولون إنهم غير سعداء إلى 12.1 في المئة من 11.1 في المئة في العام 2017، أما نسبة المواطنين الذين هم لا سعداء ولا غير سعداء فقد زادت إلى 34.5 في المئة من 30.9 في المئة.
و يرجع إنخفاض نسبة عدم الرضا عن الحياة في تركيا الي الأزمة الاقتصادية التي أدت به إلى هاوية الانكماش في العام 2018، ليصعد معدل التضخم إلى أعلى مستوى له في 15 عاما وترتفع أسعار الفائدة.
كما أن مستويات المعيشة آخذت في التدهور، فقد بلغ تضخم أسعار المستهلكين 20.4 في المئة، وهو الأعلى في الأسواق الناشئة الكبرى بعد الأرجنتين التي ترزح تحت وطأة الأزمات، وارتفع معدل البطالة إلى أكثر من 12 في المئة، وقفزت تكلفة شراء السلع المستوردة مثل أجهزة التلفزيون والهواتف المحمولة بسبب هبوط قيمة الليرة، حيث انخفضت العملة بنسبة 28 في المئة أمام الدولار الأميركي في العام 2018 وحده.
ليس هذا فحسب، فإن لتدهورمعايير الديمقراطية في البلاد بشكل ملحوظ، دوراً كبيراً في إنخفاض عدد السعداء في تركيا ،فقد سجلت منظمات دولية من بينها الاتحاد الأوروبي ومنظمة العفو الدولية أنتهاكات للحريات وحقوق المواطنين وإقصاء المعارضيين في تركيا ، خاصة بعد تغير نظام الحكم في تركيا إلى رئاسي وتعزيز الرئيس رجب طيب أردوغان سلطاته .
يشارإلى أن أعلى مستوى للسعادة ظهر بين الذين لم يكملوا دراستهم، حيث قال 59 في المئة منهم إنهم سعداء، كما بلغ معدل الرضا عن الحياة أعلى مستوياته بين العاملين في أجهزة الأمن بالدولة، إذ يقول 75.2 في المئة منهم إنهم راضون. بحسب موقع “أحوال تركية”.