باريس (زمان التركية) –دعا الأكراد السوريون أوروبا وفرنسا إلى “عدم التخلي عنهم” عندما يتم القضاء على تنظيم “داعش”، وإلى المساهمة في تأسيس قوة دولية في شمال شرق سوريا في مواجهة تركيا.
وقال ألدار خليل أحد أبرز القياديين الأكراد في مقابلة مع وكالة (فرانس برس) أن “تلك الدول لديها التزامات سياسية وأخلاقية (…) إذا لم يفوا بها، فهم يتخلون عنا”.
ودعا القيادي الكردي فرنسا العضو الدائم في مجلس الأمن الدولي، خصوصاً إلى أن تعمل لصالح نشر قوة دولية في سوريا فور انسحاب القوات الأميركية منها.
من جهة أخرى، تؤكد قوات سوريا الديموقراطية أنه لم يعد أمام داعش المُحاصر في نصف كيلومتر مربع شرق سوريا إلا “الاستسلام”، في وقت يحضر الملف السوري في اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في بروكسل الاثنين غداة مطالبة واشنطن لدولهم باستعادة مواطنيها المعتقلين لدى الأكراد.
وأعلنت قوات سوريا الديموقراطية السبت حصار من تبقى من مقاتلي التنظيم في مساحة تقدر بنصف كيلومتر مربع في بلدة الباغوز بمحاذاة الحدود العراقية.
وقالت إن قواتها تتحرك “بحذر” لوجود مدنيين محتجزين “كدروع بشرية” تزامناً مع تأكيدها أن “الخلافة” ستنتهي في غضون أيام.
في مقال لها، نشر الأحد في صحيفة لو باريزيان، حذرت وزيرة الجيوش الفرنسية فلورانس بارلي من جعل الأكراد السوريين “ضحايا” جددا للنزاع السوري.
وكتبت بارلي أن “إعلان الانسحاب الأمريكي (من سوريا) خلط الأوراق (…) في المنطقة. لا أحد يعلم حتى الآن إلى ماذا سيفضي”.
وأضافت “من واجبنا القيام بكل شيء لتفادي جعل (عناصر) قوات سوريا الديمقراطيةضحايا”، والتي تقاتل تنظيم “الدولة الإسلامية”، بدعم جوي من التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة.
من جانبه حذر رئيس النظام السوري بشار الأسد “الأكراد” بشكل غير صريح، وقال إن مصيرهم سيكون تحولهم إلى “عبيد” لدى تركيا إذا لم يتخلوا عن الحليف الأمريكي ويعلنوا الولاء لدمشق.
في كلمة أمام رؤساء المجالس المحلية الذين استقبلهم يوم الأحد، تطرق الأسد إلى ملف الجماعات المدعومة أمريكيا دون أن يسميها، في ما فهم أنه إشارة لقوات سوريا الديمقراطية والمقاتلين الأكراد، قائلاً: نقول للمجموعات العميلة للأمريكي، الأمريكي لن يحميكم وستكونون أداة بيده للمقايضة، لن يدافع عنكم سوى الجيش العربي السوري، إذا لم تحضروا أنفسكم للدفاع عن بلدكم، وللمقاومة فلن تكونوا سوى عبيد عند العثماني (تركيا)،” مضيفاً أن “المتآمرين على سوريا -المعارضة- فشلوا باعتمادهم على الإرهابيين والعملاء في العملية السياسية فانتقلوا إلى المرحلة الثالثة وهي تفعيل العميل التركي في المناطق الشمالية”.
وتدرس واشنطن الانسحاب من سوريا، مما أصاب حلفائها الأكراد بمخاوف من خطر الهجمات التركية.
ودفعت الخطوة الأمريكية قادة أكراد سوريا لإجراء محادثات جديدة مع دمشق وحليفتها الرئيسية موسكو على أمل التوصل لاتفاق قد يحمي منطقة قوات سوريا الديمقراطية وبعض مكاسبها على الأقل.
كما تطرق “الأسد” إلى الرئيس التركي “أردوغان” واصفاً إياه بالأجير الصغير عند الأمريكيين، يستنجد بهم لإقامة المنطقة الآمنة شمال سوريا، قائلا: “أردوغان ليس سوى أجير صغير عند الأمريكان، والمنطقة الآمنة التي يعمل عليها التركي هي نفسها التي حاول إنشاءها منذ بداية الأزمة في سوريا”.