إسطنبول (زمان التركية) –اشتكت زوجة الصحفي التركي جان دوندار الذي لجأ إلى ألمانيا، على خلفية القضية المرفوعة ضده أمام القضاء التركي، من استمرار رفض السلطات السماح لها بالسفر خارج البلاد منذ عامين ونصف.
وأوضحت ديلاك دوندار زوجة الصحفي التركي جان دوندار مدير التحرير السابق لجريدة جمهوريت، في مقطع فيديو نشرته على مواقع التواصل الاجتماعي أن الحكومة التركية تحتجزها رهينة لحين إلقاء القبض على زوجها الفار إلى ألمانيا بصفة لاجئ.
وأشارت ديلاك دوندار في الفيديو أن قوات الأمن التركية أخبرتها أن خروجها من تركيا يمثل خطرا على أمن البلاد، متسائلة: “لماذا يمثل خروجي من تركيا خطرًا على أمنها”.
وقالت دوندار إن السلطات التركية تمنعها من السفر إلى الخارج وتحول دون لقائها بزوجها وابنها منذ عامين ونصف، بناءً على قرارات ظالمة لا أساس لها من القانون مضيفة: “أنا محتجزة في تركيا كرهينة في مقابل زوجي. فقد مُنعت من حضور حفل تخرج ابني الذي حلمت به طوال حياتي، ولم أتمكن من أن أكون بجانبه في أسعد لحظاته وأحزنها، أنا أتعرض للظلم منذ عامين ونصف دون أن توجه لي أي تهم”.
وأوضحت ديلاك دوندار أنها أرادت بيع منزلها الصيفي من أجل سداد ديون منزل الأسرة في إسطنبول بسبب عجزها عن العمل، قائلة: “أنا لا أستطيع مغادرة بلدي، ولكنني سأضطر للخروج من منزلي الذي أعيش فيه”.
وكانت السلطات التركية أصدرت في حق جان دوندار مذكرة اعتقال ووضعته ضمن النشرة الحمراء للإنتربول.
وكان الصحفي جان دوندار قد صدر في حقه حكم في مايو/ آيار 2017، بالسجن لمدة 5 سنوات و10 أشهر، بتهمة “إفشاء وثائق سرية للدولة”، بسبب نشره أخبارا في جريدة “جمهوريت” حول توقيف شاحنات تابعة لجهاز الاستخبارات التركي كانت محملة بالأسلحة والذخيرة والمعدات العسكرية في طريقها إلى التنظيمات المسلحة في سوريا.
وبعد استمرار المحاكمة التي أجريت مع جان دوندار لمدة ثلاثة أشهر، صدر في حقه قرار بالإفراج عنه، بناءً على قرار المحكمة الدستورية بوجود انتهاك لحرية الرأي وحرية الصحافة، بالإضافة إلى الحرية الشخصية، وفور ذلك غادر إلى ألمانيا.
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان هدد الصحفي جان دوندار في تصريحات سابقة له وتوعده بأنه سيدفع ثمن عمله، بعدها مباشرة صدر قرار بإعادة إلقاء القبض على جان دوندار، لكنه كان قد حصل على موافقة باللجوء إلى ألمانيا.
وكان الصحفي التركي جان دوندار عبر عن سعادته لجعله الرئيس التركي رجب طيب أردوغان “يتذوّق الخوف”، خلال مؤتمره الصحفي مع المستشارة أنجيلا ميركل عندما زار برلين في أيلول/ سبتمبر العام الماضي.
ورأى دوندار أنه بالرغم من منعه المشاركة بالمؤتمر تحت تهديد وفد أردوغان بإلغائه حال مشاركته، إلا أنّه حقق جانباً من مساعيه بإحراج أردوغان حتى في غيابه. ووصف جان دوندار اتهامات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان له بالأكاذيب، وذلك بعد أن جدد أردوغان خلال زيارته مطالبته بتسليم دوندار إلى تركيا ووصفه بأنه “عميل مخابراتي” و”مجرم”.