أنقرة ( زمان التركية) – تزايدت طلبات لجوء الأتراك إلى ألمانيا منذ المحاولة الانقلابية الفاشلة التي شهدتها تركيا في منتصف يوليو/ تموز عام 2016.
وذكرت صحيفة (دي فيلت) الألمانية أن إحصاءات داخلية لهيئة الهجرة واللجوء الألمانية كشفت أن واحدا من كل ثلاثة أتراك حاصلين على مؤهل عاالي تقدموا بطلب لجوء.
وخلال النصف الأول من عام 2018 شغل خريجي الجامعات 48 في المئة من طلبات اللجوء المقدمة من تركيا، بينما بلغ متوسط خريجي الجامعات بطلبات اللجوء المقدمة من الدول الأخرى 17 في المئة.
وأشار تحليل هيئة الهجرة واللجوء الألمانية إلى ارتفاع المستويات التعليمية لأصحاب طلبات اللجوء من الأتراك إلى حد كبير، غير أنه لا يمكن إغفال احتمالية إظهار المتقدمين بطلبات اللجوء أنفسهم بصورة ناجحة أكثر من الواقع على أمل قبول طلباتهم.
زيادة قياسية في طلبات اللجوء
تشير بيانات وزارة الداخلية الألمانية إلى احتلال تركيا المرتبة السادسة في طلبات اللجوء المقدمة بواقع 10 آلاف و655 طلب لجوء.
وفي عام 2017 بلغت طلبات اللجوء المقدمة من تركيا 8 آلاف و483 طلبا.
وفي إجابته عن سؤال صحيفة دي فيلت أوضح المتحدث باسم الداخلية الألمانية أن الزيادة في طلبات اللجوء المقدمة من تركيا ترتبط بالوضع السياسي القائم بها.
تفوق الأتراك على الأكراد
ذكرت الصحيفة الألمانية أيضا أنه خلال عام 2016 تقدم ألف و197 تركيا بطلب لجوء إلى ألمانيا مقابل 4 آلاف و383 تركيا من أصول كردية، بينما تفوق عدد اللاجئين الأتراك على الأكراد خلال عام 2018، بعد أن كان عددهم أزيد، حيث كان أهالي المناطق الشرقية يغادرون منازلهم وبلادهم إلى أوروبا خاصة ألمانيا هربا من الحرب الدائرة بين عناصر حزب العمال الكردستاني والقوات الأمنية التركية.
وشهد العام الماضي تقدم 5 آلاف و776 تركيا بطلب لجوء إلى ألمانيا مقابل 4 آلاف و67 كرديا.
وعقب المحاولة الانقلابية تغيرت نسب قبول طلبات اللجوء، ففي عام 2016 بلغت نسبة الأكراد والأتراك الذين تم قبول طلباتهم 7 في المئة بينما بلغت هذه النسبة بنهاية شهر نوفمبر/ تشرين الثاني من عام 2018 نحو 40 في المئة.
وارتفعت نسبة قبول طلبات الأتراك إلى 71 في المئة، في حين بلغت هذه النسبة 12 في المئة في صفوف الأكراد.
وتعكس بيانات وزارة الداخلية تقدم العديد من الدبلوماسيين والموظفين الحكوميين الأتراك بطلبات لجوء إلى ألمانيا عقب المحاولة الانقلابية الفاشلة، ففي عام 2018 تقدم 316 تركيا يحمل جواز سفر دبلوماسي و115 موظفا حكوميا بطلبات لجوء وتضمنت هذه الطلبات زوجاتهم وأطفالهم.
هجرة العقول
وفي تعليق منه على هذه الإحصاءات لصحيفة دي فيلت أوضح خبير الهجرة، يوخن أولتمير، أن تركيا تشهد هجرة عقول قائلا: هناك “من يتعرضون للملاحقة السياسية والعديد من الشباب يتركون تركيا لأسباب مثل الدراسة بالخارج”.
هذا وأكد مسؤول الهيئة الألمانية للتبادل العلمي، ويبك بخمان، هجرة العقول من تركيا، مشيرا إلى ارتفاع عدد الطلاب الأتراك الراغبين في دراسة الجامعة بألمانيا اعتبارا من عام 2017.