برلين (زمان التركية)ــ أجبرت الضجة التي أحدثها شباب تنظيم الإخوان المسلمين إعلاميا وعلى مواقع التواصل الاجتماعي تركيا على اتخاذ إجراءات بشأن قضية ترحيل الشاب المصري المنتمي إلى الجماعة إلى مصر، رغم أن قيادات الإخوان حاولت إبعاد الحدث عن الأضواء.
ورغم أن الحدث وقع منتصف الشهر الماضي، إلا أنه وبعد تسليط الضوء على القضية في الإعلام والتفاعل الكبير على التواصل الاجتماعي خلال اليومين الماضيين، أعلنت السلطات التركية توقيف 8 شرطيين، لحين انتهاء التحقيق في قضية إعادة المصري محمد عبد الحفيظ أحمد حسين الذي ينتمي لجماعة الإخوان المسلمين إلى مصر، رغم أنه صادر بحقه حكم إعدام.
وبعد وصوله من الصومال إلى مطار أتاتورك الدولي قررت السلطات التركية ترحيل الشاب المصري محمد عبد الحفيظ حسين، الصادر ضده حكم غيابي بالإعدام في قضية اغتيال النائب العام المصري السابق هشام بركات، إلى القاهرة، في سابقة أثارت ردود غضب واسعة في أوساط جماعة الإخوان.
ووصل “عبدالحفيظ” مساء السادس عشر من يناير/ كانون الثاني قادما من الصومال، وفي صباح السابع عشر من الشهر نفسه تبين أن محمد من بين المتهمين المطلوبين من الجانب المصري أثناء إتمامه إجراءات التأشيرة الإلكترونية. وتقدم محمد الذي تبين أنه من شباب الإخوان المسلمين ويوجد بحقه حكم بالإعدام في مصر بطلب لجوء سياسي، غير أن الجهات التركية رفضت هذا الطلب.
وأعيد “عبد الحفيظ” إلى مصر على متن طائرة الخطوط التركية المتجهة إلى القاهرة في الثامن عشر من الشهر نفسه.
ورغم محاولات مسئولين أتراك وقيادات بالإخوان احتواء القضية، ولكنّ شباب التنظيم أثاروها إعلامياً وعبر وسائل التواصل الاجتماعي، مُطالبين أنقرة بتفسير يوضح سبب تصرفهم مع شاب من جماعة الإخوان محكوم في مصر غيابيًا بالإعدام. وفقا لما جاء في موقع (احوال تركيا).
يُذكر أنّ جماعة الإخوان المسلمين التي تحتضنها تركيا قد احتفت في مارس الماضي بالذكرى التسعين لتأسيسها، وذلك في مدينة إسطنبول بحضور العشرات من قيادات الإخوان في العالم.
وأقر ياسين أقطاي، مستشار الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، بترحيل الشاب الإخواني، إلى القاهرة، وقال في تصريحات مساء الاثنين، لقناة (مكملين) الإخوانية إنه سيتم فتح تحقيق في عملية ترحيله لكنه قدم تبريرًا مبدئيًا بأن الشاب لم يطلب اللجوء السياسي إلى تركيا.
وكان الإعلامي والناشط السياسي المصري المحسوب على جماعة الإخوان المسلمين هيثم أبوخليل، قد أعلن أن تركيا رحلت شابا مصريا يدعى محمد عبد الحفيظ إلى مصر مطلوب للحكم عليه بالإعدام.
ونشر أبو خليل صورة متداولة لعبد الحفيظ أثناء ترحيله، وتشير الأنباء إلى أنه تم توقيفه في مطار أتاتورك إسطنبول في الـ17 من يناير 2019، حيث أبلغ الجانب التركي بأنه معارض ومحكوم بالإعدام في بلاده بقضية “النائب العام المصري”.
وأضاف أبو خليل “أن تركيا قررت تسليم عبد الحفيظ للسلطات المصرية في سابقة تعد الأولى من نوعها”.
ولم يصدر من السلطات المصرية أي تعليق حول ما نشره هيثم أبو خليل المحسوب على الإخوان.
وتنتقد غالبية الدول العربية ودول العالم، جماعة الإخوان المُسلمين، وتعتبرها جماعة إرهابية مارست دورا سلبيا وفاشلا في الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية لتلك الدول.
ومع تصدّي معظم الدول العربية والإسلامية لتغلغل نفوذ الإخوان الذين لا يعترفون بسيادة الدول التي ينتمون إليها، بل يؤكدون في كل مناسبة على عالمية التنظيم، لم يبقَ أمام الإخوان المسلمين اليوم سوى تركيا ليلتقوا بها، والتي يسعى زعيمها رجب طيب أردوغان لإحياء احتلال عثماني لدول عربية وإسلامية استمر لأكثر من نصف قرن.
كما تحظى الجماعة بدعم دولة قطر، وهي دولة خليجية تتمتع بوفرة مالية جعلتها تطمع في لعب أدوار إقليمية كبرى، مُستغلة تجذر أذرع الجماعة سياسيا واجتماعيا في المنطقة.
وفي سبتمبر الماضي، وفي تطوّر جديد من نوعه ذي دلالات واضحة، كشفت الهيئة الوطنية للصحافة في مصر أنّ قراصنة من جماعة الإخوان المسلمين المحظورة وتركيا لم تحددهم، قد اخترقوا موقع وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية الرسمية.