أنقرة (زمان التركية) احتلت تركيا المرتبة 21 عالميًا في عدد ناطحات السحاب بواقع 161 ناطحة سحاب، بينما احتلت المرتبة الثانية أوروبيا بعد موسكو التي تصدرت القائمة بواقع 170 ناطحة سحاب.
وفي عام 1994 حيث فاز الرئيس التركي الحالي رجب طيب أردوغان برئاسة بلدية إسطنبول كانت إسطنبول تضم فقط أربعة مبان يتجاوز طولها مئة متر، حيث تصنف المباني التي يتجاوز طولها مئة متر كناطحات سحاب.
وحاليا يوجد 19 ناطحة سحاب جديدة في إسطنبول قيد الإنشاء من أصل 47 مشروعا، إذ تم إلغاء 28 مشروعا لأسباب مختلفة.
وفي عام 1994 الذي تولى فيه مليح جوكشاك رئاسة بلدية أنقرة كانت أنقرة تضم خمس ناطحات سحاب فقط، غير أنها باتت الآن تحتل المرتبة الرابعة أوروبيا في عدد ناطحات السحاب بواقع 68 ناطحة سحاب.
هذا وتضم أنقرة حاليا ثماني ناطحات سحاب قيد الإنشاء.
وكان الرئيس أردوغان أدلى بتصريحات مثيرة في ندوة بعنوان: “الإدارات المحلية في نظام الحكومة الرئاسية”، حيث انتقد فيها تحول المدن الكبرى إلى كتلة خرسانية بسبب كثرة البنايات الكبيرة وناطحات السحاب، بالإضافة إلى انتقاده حالات الوفيات النابعة من حوادث العمل، بينما انتقدت المعارضة تعامل أردوغان وكأنه ليس الحاكمَ في تركيا منذ 17 عامًا وليس المسؤولَ عن هذا المشهد الذي ظهر كنتيجة طبيعية لتنفيذ مشاريع ضخمة من قبِل شركات موالية له!
وكان أردوغان قال في خطابه: “هناك من يحاولون تحويل سواحلِ بحارنا وأراضي غاباتنا إلى كتلة خرسانية! الطمع في الأموال والرأسمالية من يجعلهم يُقْبلون على مثل هذه الأعمال والمشاريع دون مبالاة بالبيئة والطبيعة وتدمير الغابات وقطع الأشجار. فهمّهم الوحيد هو كسب أموال وإنشاءُ ناطحات سحاب! بينما نحن نرى أن الحضارة هي القرب من الأرض والترابِ والبعد عن ناطحات السحاب الخرسانية. ومن هنا أوجه كلامي لوزير البيئة والتخطيط الحضري: عليك أن لا ترحم أحد منهم، فإن لم يهدموا هم بأنفسهم ما بنوه فإننا سنقوم بهدمها!”
وكان الكاتب الصحفي ذو الفقار دوغان تناول قضية حوادث العمل المميته في مقال نشره موقع “أحوال تركية” بعنوان “أكثر من ٢٢ ألف (شهيد عمل) خلال فترة حكم أردوغان”، في إطار تعليقه على تصريحات أردوغان: قائلا “على الرغم من أنه من دمر الغابات وقطع أشجارها وتسبب في قتل عديد من العمال في سبيل إنشاء مطار إسطنبول الثالث وطريقِ مرمرة السريع، وأن المقاولين المقربين منه تسببوا في مقتل عشرات العمال في مصاعد المساكن الفاخرة المكونة من 30-40 طابقا في إسطنبول والمحافظات الأخرى، إلا أنه برأ نفسه وحكومات حزب العدالة والتنمية في خطابه المذكور من كل ذلك وحمَّل المسؤولية الآخرين المجهولين!
وأضاف الكاتب: “ومع أن أردوغان من أسس قصره الفاخر المكون من أكثر من ألف غرفة بعد أن قطع آلاف الأشجار في غابات أتاتورك، رغم أنها المنطقة الخضراء الوحيدة في العاصمة أنقرة، وأنه من قضى على آلاف الفدانات من مساحات الغابات وبساتين الزيتون في سبيل القصر الجمهوري الصيفي الجاري إنشاؤه حاليا في خليج مارماريس-أوكلوك بمدينة موغلا الساحلية.. ، أنه مع كل ذلك استطاع أن يقول ما قاله في ذلك الخطاب”.