إسطنبول (زمان التركية) – اضطر البروفيسور التركي يونس كاراجا الحاصل على جائزة من وكالة الفضاء الأمريكية ناسا، والذي عمل معلمًا وأكاديميا في العديد من الدول من بينها تركيا وأمريكا وأوزباكستان، إلى مغادرة تركيا.
وكان البروفيسور يونس كاراجا قد حصل على عدد من الجوائز تقديرًا لاختراعاته، من بينها جوائز من وكالة الفضاء الأمريكية ناسا، ووقف صبري أولكر التركي. وابتكر مشروعا جديدا يهدف إلى فصل وفرز القمامة في البيوت، وتوجه إلى وزارة البيئة من أجل تطبيقه بشكل أساسي في تركيا، إلا أن المشروع توقف بعد أحداث محاولة انقلاب 15 يوليو/ تموز وأصبح محط أنظار كل من إنجلترا وألمانيا.
السلطات التركية بدلا من أن تنفذ مشروعه أصدرت قرارًا بالقبض على يونس كاراجا بتهمة الإرهاب بسبب صلته بحركة الخدمة.
وكان كاراجا قد توجه منذ زمن إلى أوزباكستان بمساعدة حركة الخدمة، بعد أن تخرج في قسم الأحياء في جامعة غازي، وكان له هناك سبق في العديد من المشروعات العلمية في المدارس التعليمية التابعة لحركة الخدمة في أوزباكستان.
وفي عام 2008 فاز طلابه في مدرسة حركة الخدمة الموجودة في الولايات المتحدة الأمريكية، في مسابقة أسرع إطلاق للصواريخ، بفارق 3 ميللي ثانية.
كما أن الجائزة التي حصل عليها من وكالة الفضاء الأمريكية ناسا لا تزال معروضة على الموقع الرسمي لوكالة ناسا.
وفي تركيا أعد مع طلابه في مدرسة جوشكون مشروع سيارة تعمل بالطاقة الشمسية، وحضر وزير النقل في ذلك الوقت بن علي يلدريم لرؤية المشروع.
وبعد ثلاث سنوات في الولايات المتحدة الأمريكية عاد كاراجا إلى تركيا، بعد ان تلقى عرض عمل من جامعة كوتاهيا دوملوبينار.
وخلال عمله في الجامعة، توصل إلى ابتكار لفصل المخلفات والقمامة في مستودعاتها بالمنازل، والذي يحقق ويوفر للدولة مبلغ 5 مليارات دولار سنويًا. شارك بهذا المشروع في مسابقة البيئة التي ينظمها وقف صبري أولكر، وأصبح مشروعه الأول في المسابقة بين 250 مشروعا ليحصل على جائزة بقيمة 100 ألف ليرة تركية.
إلا أنه صدر في حقه قرار بفصله من عمله في الجامعة، في أعقاب محاولة انقلاب 15 يوليو/ تموز 2016، بسبب قربه من حركة الخدمة، بعدها ألقي القبض عليه. ثم أفرجت عنه المحكمة على أن تستمر محاكمته دون أن يكون قيد الاعتقال.
بعد ذلك فر كاراجا وزوجته وطفلاه إلى اليونان ومنها إلى ألمانيا حيث قدَّم طلب اللجوء إلى السلطات الألمانية.
وأوضح كاراجا أنه حصل على عرض من مكتب نقل التكنولوجيا التابع للحكومة الألمانية، مشيرًا إلى أن المستثمرين الألمان طلبوا الحصول على مشروعاته مقابل 100 ألف يورو.
وتشير المعلومات الصادرة عن وزير خارجية تركيا، مولود جاويش أوغلو، إلى وجود نحو 5 مليون تركي مقيمين بالخارج.
وبسبب الحملة الأمنية الموسعة التي أعقبت المحاولة الانقلابية في تركيا عام 2016 واستهدفت معارضي أردوغان فر آلاف الأتراك إلى خارج البلاد.
وفي تقرير بعنوان “الأتراك المعارضون لرؤية أردوغان بشدة يحملون ثرواتهم ومهاراتهم ويغادرون البلاد في أسراب” سلطت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية الضوء على ملف الأتراك المهاجرين.
وأوضحت الصحيفة أنه لأول مرة منذ تأسس الجمهورية التركية تغادر عائلات الطبقة العليا التي تشكل الحياة الثقافية والعملية تركيا مفيدة أن الكثير من الأتراك هاجروا عن طريق شراء أملاك في اليونان والبرتغال وإسبانيا.