برلين (زمان التركية) – زعمت صحيفة دير شبيجل الألمانية أن مستقبل ومصير الأكراد أصبح في يد كل من موسكو ودمشق، مؤكدة أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان من الممكن أن يتصالح مع الرئيس السوري بشار الأسد في حال الحصول على موافقة على تنظيم عمليات عسكرية للجيش التركي ضد الأكراد.
وأوضحت “دير شبيجل” أن الوضع بين القائدين قد يتغير بسبب فقد القوات الكردية الدعم الذي تحصل عليه من الولايات المتحدة الأمريكية في شمال سوريا.
ولفتت الجريدة إلى أن الرئيس التركي أردوغان ونظيره السوري الأسد قدما في وقت سابق نموذجًا للصداقة النادرة على الساحة الدولية، قائلة: “إن هذه الصداقة، كانت تحقق فائدة لكلا الطرفين”.
وأضافت الجريدة: “أن سوريا وتركيا وقعتا اتفاقية التجارة الحرة، كما منحت الأخيرة المواطنين السوريين حق الدخول إلى أراضيها دون تأشيرة مسبقة. وفتح رجال الأعمال الأتراك فروعا وبعثات لهم في سوريا. فقد كان أردوغان هو الباب المنفتح على أوروبا من أجل الأسد. وكانت العلاقات الجيدة مع أنقرة هي مفتاح زيارات دول الاتحاد الأوروبي إلى الأسد. كما أن أردوغان قدم نفسه كوسيط بين أوروبا والعالم العربي”.
وأشارت الجريدة الألمانية إلى أن الأزمة السورية التي انطلقت في عام 2011، قضت على تلك الصداقة القوية بين الزعيمين، مؤكدة على أن تركيا أصرت على الإطاحة بالأسد عند تفاقم الأزمة في سوريا.
ونقلت الجريدة عن مسؤول كردي قوله إن قوات الدفاع الخاصة بالأكراد تسعي للانضمام إلى الجيش السوري، لكن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أعاد طرح اتفاقية “أضنة” مرة أخرى على طاولة الحوار، خلال اللقاء الذي جمع بينه وبين نظيره التركي رجب طيب أردوغان في 23 يناير/ كانون الثاني الماضي.
وقالت الجريدة: “إذا تمت إعادة تطبيق اتفاقية أضنة مرة أخرى، ستحصل تركيا على إمكانية ضرب تنظيم وحدة حماية الشعب الكردية”، مشيرة إلى أن هذه الفرصة قد تجعل تركيا تعترف بالأسد رئيسًا شرعيًا لسوريا.
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد أوضح في مقابلة مؤخرًا أن هناك سياسات خارجية على مستوى “منخفض” مع سوريا، مصيفًا: “لكن يجب أن تكون مهمات المؤسسات الاستخباراتية مختلفة وأكثر مما يفعله القادة السياسيون.”
يشار إلى أنه منذ عام 2011 الذي اندلعت فيه الاضطرابات في سوريا اتبع أردوغان سياسة تجاه سوريا ارتكزت على “رحيل الأسد” وذلك بعد تحول الأزمة السورية إلى حرب أهلية.
وتزايدت حدة خطابات أردوغان تجاه الأسد بمرور الوقت وكان يؤكد في كل فرصة أنه يتوجب إدارة مباحثات لإنهاء الحرب المندلعة في سوريا بدون وجود بشارالأسد.