أنقرة (زمان التركية)ـ أكد الناطق باسم الرئاسة التركية، إبراهيم كالين، أن جهاز المخابرات في بلاده يتواصل مع نظيره في سوريا، لكنه اعتبر ذلك “لا يعني اعتراف أنقرة بشرعية الرئيس السوري، بشار الأسد”.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقده أمس الإثنين، عقب تصريح الرئيس التركي بوجود تعامل “بمستوى منخفض” مع النظام السوري.
وأضف الناطق باسم أردوغان” “في إطار أمن تركيا، يمكن لأفراد جهاز الاستخبارات التركي أن يتواصلوا بين الحين والآخر مع مختلف الأطراف بمن فيهم عناصر النظام سواء في دمشق أو الحسكة أو القامشلي، من أجل أمن وسلامة العمليات التي ينفذونها على الأراضي السورية، وهذا ليس بالأمر الذي يستدعي الاستغراب”.
وقال كالين: “موقفنا حيال النظام السوري واضح والأسد فقد شرعيته بالنسبة لنا وهو غير قادر على الحفاظ على وحدة التراب السوري”.
وتابع: “إن التواصل بين أجهزة الاستخبارات التركية والسورية لا يعني الاعتراف بشرعية الأسد… ونظام الأسد لا مستقبل له”.
وتأتي تصريحات المسئول التركي تبعا لاعتراف الرئيس التركي، يوم الأحد، بأن بلاده لا تزال تتواصل مع الحكومة السورية لا سيما على مستوى الاستخبارات.
وقال أردوغان: “السياسة الخارجية مع سوريا مستمرة على مستوى منخفض… الزعماء قد لا يتواصلون مع بعضهم، لكن أجهزة المخابرات يمكنها التواصل حسب مصلحتها.. إذا كان لديك عدو فعليك الاحتفاظ بالعلاقات. فربما تحتاجها فيما بعد”.
ومنذ عام 2011 الذي اندلعت فيه الاضطرابات في سوريا اتبع أردوغان سياسة تجاه سوريا ارتكزت على “رحيل الأسد” وذلك بعد تحول الأزمة السورية إلى حرب أهلية.
وتزايدت حدة خطابات أردوغان تجاه الأسد بمرور الوقت وكان يؤكد في كل فرصة أنه يتوجب إدارة مباحثات لإنهاء الحرب المندلعة في سوريا بدون وجود بشارالأسد.
وفي تونس قال أردوغان خلال لقاء مع الرئيس الباجي قائد السبسي عام 2017: “من المستحيل تماماً تسيير الأمور في سوريا في وجود الأسد. لماذا؟ كيف لنا أن نحتضن مستقبلاً رئيساً سورياً قتل ما يقرب من مليون مواطن من بلده. هل يريد الشعب السوري شخص كهذا؟”.
وتعيد تصريحات أردوغان حول العلاقات بين جهازي المخابرات في البلدين، إلى الأذهان ما أفاد به تقرير صحفي كشف في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي أن العاصمة الإيرانية طهران شهدت لقاءً غير معلن بين مسؤولين أتراك وسوريين، للتوصل لحل دائم للأزمة السورية، وفق صحيفة “آيدنليك”.
وقالت الصحيفة إن مصادر مقربة من الحرس الثوري الإيراني أكدت أن هناك لقاءات ومحادثات بين مسؤولين أتراك وسوريين، وأن “الاجتماع الذي تناول وجود التنظيمات الإرهابية في شرق إدلب والفرات، كان برعاية ووساطة إيرانية”.