برلين (زمان التركية)ــ شن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان من جديد هجوما على المملكة العربية السعودية، في إطار قضية مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي بقنصلية بلاده في إسطنبول، في استثمار واضح للقضية التي شغلت الرأي العام العالمي، تزامنا مع إجراء الأمم المتحدة تحقيقا في الواقعة.
وهاجم أردوغان في مقابلة مع قناة “TRT” التركية مساء الأحد الولايات المتحدة، وقال إنه لا يستطيع فهم صمتها إزاء مقتل “خاشقجي”، كما اتهم ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، ووزير الخارجية السابق عادل الجبير بالكذب فيما يتعلق لتفاصيل وقوع الحادث.
أردوغان: هناك كذب في تصريحات ولي العهد السعودي ووزير خارجيته منذ اختفاء خاشقجي ولذلك تمت إقالة عادل الجبير من منصبه وهناك متورطون في الجريمة يجري التخلص منهم عبر حوادث السير على سبيل المثال pic.twitter.com/paZnX5eixr
— TRT عربي (@TRTArabi) February 3, 2019
وافترض أردوغان أن بعض المتورطين في قتل خاشقجي، قد تم التخلص منهم، وقال: “هناك فرضيات لدى أنقرة بأن مدبري قتل خاشقجي تم التخلص من بعضهم بطريقة أو بأخرى، مثلا عبر حوادث سير”.
وتأتي تصريحات الرئيس التركي في حين، أعلنت الأمم المتحدة الأسبوع الماضي فتح تحقيق في مقتل جمال خاشقجي بقنصلية بلاد في إسطنبول، وإرسال فريق تحقيق بقيادة أغنيس كالامار إلى تركيا للعمل على القضية.
وفي السياق ذاته، قال وزير خارجية تركيا، مولود جاويش أوغلو، إن الدول الغربية التي تزعم الدفاع عن حقوق الإنسان، تحاول التستر على جريمة قتل الصحفي جمال خاشقجي، مقابل المال وصفقات السلاح.
وفي كلمة خلال اجتماع نظمته الأحد بلدية باي أوغلو بمدينة إسطنبول، أشار جاويش أوغلو إلى أن السلطات السعودية اضطرت للاعتراف بوقوع الجريمة بفضل السياسات الشفافة التي اتبعتها تركيا. بحسب وكالة (الأناضول).
واستطرد: “ولكن أين الجثة؟ هذا الشخص قُتل لكن جثته غير موجودة إلى الآن. ماذا فعلوا بها؟ النائب العام السعودي كان قد تحدث عن متعاون محلي. إذًا من هو المتعاون المحلي؟ يوجد هنا أمر غريب”.
وأكّد أن تركيا تعرف من قتل خاشقجي وكيف، أمّا البلدان التي تعطي للجميع درسًا في حقوق الإنسان، تحاول اليوم التستر على جريمة قتل خاشقجي.
وأردف الوزير التركي: “الدول الغربية التي رأت المال، بدأت بالصمت.. لأنهم يوقعون الاتفاقات واحدة تلو الأخرى، ويبيعون السلاح.. مع الأسف العالم مُنافق”.
وكان الصحفي السعودي جمال خاشقجي قتل داخل قنصلية بلاده في إسطنبول في الثاني من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، وأعلنت النيابة أن الصحفي تم خنقه وقتله فور دخوله القنصلية ومن ثم قطعت أوصاله وأخفيت. وليس من المعروف بعد مكان وجود الجثمان.
وأجرت كل من تركيا والسعودية تحقيقات بشأن جريمة القتل، حيث أصدرت نيابة إسطنبول قرارات بالقبض على نائب رئيس المخابرات السعودية السابق أحمد عسيري و المستشار بالديوان الملكى سعود القحطاني الذين يُعتقد أنهما ترأسا فريق اغتيال خاشقجي.