وقف معارف والاستيلاء على مدارس الخدمة
تمكن أردوغان من إزاحة مدارس الخدمة، والاستيلاء على بعضها دون وجه حق، ليقيم بها مدارسه الجديدة، مستخدمًا ورقة المساعدات والاستثمارات، بل والرشاوى لمسؤولين في حكومات عدة.
أقنع دول الكاميرون وغانا والسنغال وتشاد وباكستان، بتسليم مدارس الخدمة لإدارة حكومة العدالة والتنمية خلال العام 2018، لم يستطع تنفيذ مخطط التأميم في عدد من البلدان فافتتح مدارسه إلى جانب مدارس حركة الخدمة.
وفي ديسمبر عام 2017، قال رئيس الوقف بيرون أقغون: “إن هناك قرابة 100 مدرسة تابعة للوقف جرى إنشاؤها لمختلف المراحل التعليمية في 20 دولة، لتستقبل 10 آلاف طالب على الأقل، في بداية عملها.
أضاف أقغون مفاخرًا:”الدول التي يمتلك فيها وقف معارف التركي مدارس، هي “أفغانستان وألبانيا وأستراليا والنمسا والبوسنة والهرسك وجيبوتي وتشاد والجابون وغامبيا وغينيا وجورجيا وكازاخستان والكونغو الديموقراطية وجمهورية الكونغو الشعبية وكوسوفو والكويت ومدغشقر ومقدونيا ومالي ومنغوليا وموريتانيا والنيجر وباكستان ورومانيا والسنغال وسيراليون والصومال والسودان وسورية وتنزانيا وتونس”، وتكشف خريطة الغزو التعليمي المتطرف لحاكم أنقرة، الوجود الكثيف لمدارس النظام التركي في الدول الإفريقية والعربية.
أقغون زعم أن الكثيرين في العديد من الدول، بدأوا في إخراج أبنائهم من مدارس حركة الخدمة، وتسجيلهم في مدارس وقف المعارف، التي تقدّم الخدمات التعليمية برعاية الدولة التركية، وهكذا يبدو حديث أقغون كاشفًا للهدف الحقيقي الذي تأسست من أجله أوكار “وقف معارف”.
أردوغان والنفوذ السياسي عبر “وقف معارف”
رئيس الوقف التركي أكد أن الدراسة ستكون باللغة التركية بشكل أساسي، مع إتاحة الفرصة للطلاب كي يتعلّموا بلغتهم الأم. هكذا كشفت تصريحات أقغون عن خطة انتشار مدارس وقف معارف، في رغبة أردوغان الحثيثة لبسط نفوذه وسيطرته التي تركزت في البداية على دول القارة الإفريقية، ثم دول البلقان، وشرق القارة الآسيوية في المرحلة الثانية، وهي الدول التي يبحث أردوغان فيها عن نفوذ سياسي واقتصادي، ظاهره التقارب الإسلامي، وباطنه الهيمنة.
وفي مقال بعنوان “مؤسسة معارف التركية. حصان طروادة أردوغان” على موقع تركيش مينيت، قال الكاتب عبد الله بوزكارت إن حزب العدالة والتنمية، الذي يدير تركيا وفق أطماع وأهواء رجب أردوغان، أنفق مليارات الشعب على إرضاء نزعته التوسعية، التي تتخذ التقسيم ونشر الفوضى والخراب نهجًا لها”.
بوزكارت أوضح أنه “بالإضافة إلى بناء المساجد والمؤسسات الثقافية والمنظمات الإغاثية في خارج تركيا، والتي ليس لها هدف حقيقي إلا التوغل داخل الدول، لتكوين جماعات ضغط، أو لتيسير طريق التحكم في السلطة، للجماعات التي يحركها أردوغان في الخارج، والتي عادة ما تتبع فكر المتشددين، بالإضافة إلى كل ذلك خلق أردوغان كيانًا جديدًا هو وقف معارف”.
“أردوغان يروج لنفسه دائمًا عبر أتباعه، على أنه الخليفة أو الزعيم الإسلامي، لذا يستخدم مدارس معارف كأداة”، ويمضي الكاتب مشيرًا إلى أن الرئيس التركي يهدف لـ “توسيع قاعدة جماهيريته وأيديولوجية حزبه لتسميم عقول الأطفال، والانتشار من خلال هذه المدارس في المجتمعات الأخرى، ويأمل من كل قلبه أن تكون نتيجة ذلك، خلق جيل من المسبحين بحمده، و المنتمين لفكر مجموعته في خارج تركيا”.