أنقرة (زمان التركية)- ثارت نسخة محدودة وفاخرة من كتاب سيرة نُشر مؤخراً عن مؤسس تركيا العلمانية مصطفى كمال أتاتورك نقاشًا محتدماً بعد طرحها للبيع بسعر 470 دولارًا ونفادها من الأسواق في أربع ساعات فقط.
وبحسب موقع أحوال تركيا اتهم كثير من النقاد مؤلف الكتاب يلماز أوزديل، ودار النشر كيرميزي كيدي، بالتربح من ذكرى أتاتورك ليس فقط بسبب سعر الكتاب لكن أيضاً لأنه طٌرح للبيع في الساعة 09:05 دقائق صباحًا، وهو تاريخ وفاة أتاتورك في 10 نوفمبر عام 1938، وطُبعت منه 1881 نسخة فقط وذلك في إشارة إلى تاريخ ميلاده عام 1881.
والنسخة الأساسية من كتاب “مصطفى كمال” متاحة بالفعل بسعر 26.50 ليرة لكن النسخة الفاخرة المطبوعة لهواة جمع المقتنيات تحتوي على خطوط وغلاف بمواصفات خاصة.
وممن وجهوا انتقادات للمؤلف أوزديل على وسائل التواصل الاجتماعي نجم الروك التركي جوكهان أوزوجوز الذي تحدث عن كره أتاتورك للترف، وقال أوزوجوز على تويتر “إذا سمع أتاتورك بهذا لكان أول من يعارض هذه الفكرة بقوة. هذا مخالف تماما لفكره”.
وتساءلت المغنية ومؤلفة الأغاني ايلين أسلم “هل هذا إظهار لجهد من أجل أتاتورك؟ هل لهذا (الجهد) بطاقة سعر؟ هل سيذهب هذا المال إلى أتاتورك؟”
وربط كثير من مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي بين أوزديل ومحمد أيدن الذي فر من تركيا العام الماضي ومعه أكثر من 100 مليون ليرة (25 مليون دولار) بعد اتهامه بالاحتيال على 77 ألف شخص بتطبيق للهواتف الذكية يشجع المستخدمين على شراء وتربية حيوانات مزارع افتراضية.
ورد أوزديل على منتقديه في عمود بصحيفة “سوزجو” العلمانية الأسبوع الماضي، وقال إنه لم يتم من قبل إصدر كتاب “فاخر” عن أتاتورك مشيرا إلى أن نشر كتب فاخرة كهذه عن أسماء مهمة في التاريخ أمر شائع داخل وخارج تركيا.
وقال بعض مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي في ردهم على رأيه إنه إذا كان من الضروري إصدار كتاب “فاخر” لكان من الأفضل أن يكون سيرته الذاتية “نوتوك” الذي يحتوي على خطاب ألقاه الأب المؤسس على مدار عشرة أيام في أكتوبر عام 1927 لتغطية أحداث بين بداية حرب الاستقلال التركية في عام 1919 وحتى إعلان تأسيس الجمهورية التركية في عام 1923.
لكن النسخة الفاخرة من كتاب أوزديل بيعت في أربع ساعات فقط، وحاول بعض المشترين إعادة بيع نسخهم على الفور على الانترنت بأسعار وصلت إلى 25 ألف ليرة (4751 دولاراً).
وأصبح الجدل بشأن الأسلمة والعلمانية أكثر استقطابا في تركيا خلال حكم حزب العدالة والتنمية الإسلامي القائم منذ 17 عاماً، وهو ما يجعل أتاتورك أكثر شعبية بين المواطنين الأتراك الملتزمين بمبادئ الأب المؤسس للجمهورية.
ولقي أوزديل انتقادات شديدة باعتباره رمزا لهذا الاستقطاب. وولد أوزديل في إزمير وهي قاعدة رئيسية لحزب المعارضة الرئيسي العلماني، ويعد أحد أصوات من يوصفون باسم “الأتراك البيض” وهم المؤيدون المتحمسون لأتاتورك والمعارضون لحزب العدالة والتنمية، ويشعرون بقلق بشأن تحول تركيا نحو النهج الإسلامي، وأيضاً بشأن الحركة السياسة الكردية.
وشهدت تركيا إصدار 38 كتاباً جديداً عن أتاتورك في العام الماضي منها سير ذاتية وكتب أطفال وأبحاث. وتم بيع 1.5 مليون نسخة من الطبعة غير الفاخرة من كتاب أوزديل.
ووجه قراء أكاديميون انتقادات للمجلد الفاخر المؤلف من 552 صفحة خاصة وأنه لا يحتوي على فهرس ولا قائمة بأي مصادر.
ونشر أوزديل أيضاً سلسلة من 10 كتب للأطفال عن أتاتورك يقول منتقدون إنها تحتوي على أمور غريبة كثيرة، وأخطاء عن حقائق. فأحد الكتب يثني على أتاتورك لاعتياده على الاستحمام وتغيير ملابسه الداخلية كل يوم.
وقال أوزديل في الأسبوع الجاري إن الأموال التي سيجمعها من بيع النسخة الفاخرة لسيرة أتاتورك سيستخدمها لتغطية مصروفات توزيع كتبه للأطفال في أنحاء تركيا.
ورغم نشره 11 كتاباً عن أتاتورك، لا يزال أوزديل خلف يلجين توكر الذي طرح 30 كتاباً عن الزعيم التركي، وأيضًا علي كوزو الذي أصدر 12 كتابًا.