أنقرة (زمان التركية) – رغم القيود التي تمنع الانتقاد المباشر للحكومة في تركيا، إلا أن الزيادات المتتالية في أسعار السلع الغذائية في ظل تراجع قيمة الليرة وبلوغ التضخم مستويات عالية، باتت تجبر الأتراك على التعبير عن غضبهم في كل فرصة.
وبثت قناة على موقع يوتيوب حلقة تضمنت ردودًا غاضبة للمواطنين في الشارع على سؤال عن الوضع الاقتصادي.
وفي حديثها مع القناة أفادت سيدة تركية أنهم أصبحوا عاجزين عن الشراء من المحال التجارية بسبب الارتفاع الجنوني في الأسعار وأصبحوا يكترثون لأبسط النفقات.
وأضافت السيدة: “لن نصبح أغناما بعد الآن وسنتحدث. الشعب بات يخشى الحديث. لماذا يخافون؟ تحدثوا وأسمعوا صوتكم. أنا لم أعد أخشى شيئا. أحصل على راتب ألف و800 ليرة هل يمكن فعل شيء بهذا المبلغ؟ ماذا يفعلون عندما يضعون رأسهم على الوسادة. ألا يؤنبهم ضمائرهم؟”.
وأوضحت السيدة المسنة أن الحكومة التي تمنحهم زيادة في الرواتب بقيمة مئة ليرة ومن ثم تستردّها منهم عبر الضرائب تمنح أعضائها رواتب بقيمة 50 ألف ليرة مفيدة أنها تعجز حتى عن شراء كيلو من شرائح اللحم لإطعام أحفادها عند زيارتهم لها.
ويثير ارتفاع أسعار السلع الغذائية الأساسية مؤخرا في تركيا استنكار التجار أيضا، ويرى الخبراء أن الأزمة لا تكمن في السلع المحلية بل تكمن في النهج الذي جعل عملية الإنتاج بأكملها تعتمد على الخارج.
ويشير تقرير التضخم الصادر عن منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية إلى تصدر تركيا قائمة أعلى زيادة في أسعار السلع الغذائية من بين الدول الأعضاء بالمنظمة بزيادة بلغت 27.7 في المئة.
وخلال شهر أكتوبر/ تشرين الأول الماضي بلغت معدلات التضخم السنوية 25.24 في المئة لتسجل أعلى مستوياتها خلال الخمسة عشر عاما الأخيرة.