أنقرة (زمان التركية) – قال التقرير السنوي الصادر عن المرصد الدولي لحقوق الإنسان، أن عام 2018 كان عاما صعبا بالنسبة إلى تركيا، وأن جميع فصائل المجتمع التركي تعرضت للقمع والعنف خلال العام المنصرم، محذرا من أن العام الحالي سيكون أيضا عاما صعبا على تركيا.
وذكر التقرير أن الإحصاءات الرسمية الصادرة عن نائب الرئيس التركي، فؤاد أكطاي، تشير إلى إلغاء 1954 بطاقة صحفية صفراء في الفترة بين الأول من يناير/ كانون الثاني عام 2016 والتاسع عشر من نوفمبر/ تشرين الثاني عام 2018 بدون أية إجراءات قانونية.
أشار التقرير إلى كون الشاعر والصحفي، فضيل أوزتورك، أول الصحفيين المعتقلين خلال عام 2018، حيث تم اعتقاله في الخامس من يناير/ كانون الثاني عام 2018. وخلال اليوم نفسه قضت المحكمة التركية بحبس الصحفية عائشة نور أرسلان 11 شهرا و20 يوما بتهمة “إهانة الرئيس” وهي التهمة عينها التي أسفرت عن حبس الصحفي أحمد ألتان في الحادي عشر من يناير/ كانون الثاني.
أفاد التقرير أيضا أن عام 2018 شهد رفعت دعاوى قضائية بحق 542 أكاديميا بتهمة “الترويج لتنظيم إرهابي” وبنهاية العام تم إدانة 61 أكاديميا بالجرم الموجه إليهم وحكم على غالبيتهم بالسجن عاما وثلاثة أشهر.
وأكد التقرير أن طلبات إغلاق حسابات على تويتر التي تقدمت بها حكومة تركيا شهدت زيادة انفجارية خلال عام 2018، ففي عام 2017 طالبت تركيا بإغلاق 5 آلاف و823 حسابا، بينما ارتفع هذا الرقم خلال الأشهر الستة الأولى من عام 2018 إلى 8 آلاف و480 حسابا.
وبهذا تقدمت تركيا فقط بـ73 في المئة من إجمالي طلبات إغلاق الحسابات التي تلقاها موقع تويتر. وجاءت روسيا كثاني أعلى دولة في طلبات إغلاق حسابات تويتر بعد تركيا، حيث تقدمت خلال الأشهر الستة الأولى بـ1585 طلبا.
وخلال العشرين من يناير/ كانون الثاني عام 2018 الذي انطلقت فيه الحملة الامنية بشأن منشورات مواقع التواصل الاجتماعي المتعلقة بعملية “غصن الزيتون” في عفرين تم اعتقال 845 شخصا وحبس 127 منهم.
وكشف البيان الصادر عن جمعية حقوق الإنسان التركية ووقف حقوق الإنسان التركي في العاشر من ديسمبر/ كانون الأول عام 2018 أن الوقف تلقى 538 طلبا خلال أحد عشر شهرا من عام 2018 تتعلق بالتعرض للتعذيب وسوء المعاملة.
وأشار التقرير إلى كون أكبر المشكلات التي تواجهها السجون في تركيا هي مكوث 259 ألف و327 شخصا داخل سجون تسع 211 ألف و766 شخصا اعتبارا من الرابع عشر من نوفمبر/ تشرين الثاني عام 2018.
وأكد التقرير أن الإحصاءات التي كشفت عنها مصلحة السجون التركية اعتبارا من الرابع عشر من نوفمبر/ تشرين الثاني تعكس ارتفاع عدد الأطفال دون ستة أعوام الذين يرافقن أمهاتهم داخل السجون من 624 إلى 743 طفلا خلال العام الأخير، وفي عام 2018 سقط من هم دون إثني عشر شهرا ومن يعانون من أمراض مثل الربو من هؤلاء الأطفال ضمن الضحايا.
وأشار التقرير إلى مثول رئيس حزب الشعوب الديمقراطي الكردي السابق، صلاح الدين دميرتاش، المعتقل منذ نوفمبر/ تشرين الثاني من عام 2016 أمام القضاء لأول مرة خلال عام 2018.
وعلى الرغم من إصدار المحكمة الدستورية حكما بالإفراج الفوري عن دميرتاش في العشرين من نوفمبر/ تشرين الثاني من عام 2018 صدقت محكمة محلية على حكم حبس دميرتاش ومنعت إخلاء سبيله.
وبهذا دخل الزعيم لكردي الذي طالب النائب العام بحبسه من 43 عاما حتى 142 عاما سجن أدرنة بحلول عام 2019.
وأوضح تقرير المرصد الدولي أن آخر سياسي كردي دخلت السجن في عام 2018 هو البرلماني السابق وصانع الأفلام ثريا أوندر الذي قامت بتسليم نفسه في السادس من ديسمبر/ كانون الأول عام 2018 لتنفيذ حكم الحبس 3 سنوات و6 أشهر الصادر بحقه بحجة الترويج لتنظيم إرهابي.
جدير بالذكر أن تركيا تسجل تراجعا بمؤشر حرية التعبير عن الرأي الخاص بمنظمة صحفيين بلا حدود منذ آخر ثلاث سنوات لتحتل مؤخرا المرتبة الـ157 من بين 180 دولة، كما احتلت تركيا المرتبة 101 من بين 113 في مؤشر دولة القانون لمشروع العدالة الدولية.
وفي عام 2017 تم اعتقال 187 صحفيا من بينهم 58 تم حبسهم وبحلول عام 2018 ارتفع عدد الصحفيين المحبوسين إلى 165 صحفيا.
وفي منتصف نوفمبر/ تشرين الثاني من عام 2017 كان يوجد 232 ألف و132 شخصا داخل 384 سجنا من بينهم 88 ألف و745 شخصا لم تصدر بحقهم أحكام بعد، ومنذ عام 2002 الذي تولى فيه حزب العدالة والتنمية حكم تركيا ارتفع عدد السجناء بنحو 10 في المئة سنويا.
منذ السادس عشر من يوليو/ تموز عام 2016 وحتى الأول من يناير/ كانون الثاني عام 2018 تم اعتقال نحو 150 ألف شخص على خلفية قضايا المحاولة الانقلابية بتهمة الانتماء لحركة الخدمة وتم حبس 48 ألف و305 أشخاص من بينهم.
من جانبه صرح وزير العدل، عبد الحميد جول، أن قضايا المحاولة الانقلابية ستسقط من أجندة تركيا خلال عام 2018، غير أنه في الوقت نفسه أعلن افتتاح 38 سجنا جديدا خلال هذا العام.