أنقرة (زمان التركية) – اصطحبت الحكومة الصينية عددا من الصحفيين من 6 دول إلى مناطق تركستان الشرقية التي تسيطر عليها منذ عام 1949، من أجل إقناع العالم بعدم وجود انتهاكات حقوق الإنسان في المنطقة ذات الغالبية المسلمة كما تتداولها وسائل الإعلام.
وشارك في الجولة التي نظمتها الحكومة الصينية، عدد من الصحفيين وممثلين عن وسائل الإعلام من تركيا ومصر وأفغانستان وباكستان وبنجلاديش وسريلانكا.
جاءت تلك الجولة من جانب الحكومة الصينية بعد انتشار وتداول وسائل الإعلام العالمية ادعاءات وأنباء حول وقوع انتهاكات لحقوق الإنسان الإيغور الذين ينحدون من سلالات تركية في الصين، بالرغم من النفي المتكرر من قبل الحكومة الصينية.
وكان من بين المشاركين أردال كوروتشاي مراسل قناة “ATV” المقربة من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان. وقال أردال كوروتشاي: “لقد رأينا انهيار التكهنات، لأننا نقرأ وسائل الإعلام الغربية. ونتخذ مواقفنا حسب الإعلام الغربي. ورأينا كم أننا أخطأنا”.
وأوضح كوروتشاي أن معلمين صينيين يقدمون تدريبات علمية وثقافية للايغور الموجودين في المخيمات الموجودة في المنطقة، قائلًا: “لقد رأينا خلال الجولة عدم وجود ظلم وتعذيب ضد الإيغور في المخيمات كما تزعم وسائل الإعلام الغربية”.
وكانت قناة ATV المقربة من حزب العدالة والتنمية والرئيس رجب طيب أردوغان قد نشرت أخبارًا عن تعرض الإيغور للتعذيب وانتهاك لحقوق الإنسان، وأن الأتراك الإيغور يجبرون على العيش في مخيمات الإيواء.
ومن جانبها نشرت لجنة القضاء على التمييز العرقي في الأمم المتحدة، بياناً في جنيف خلال شهر أغسطس/ آب الماضي، قائلة: “يتم التحفظ على نحو مليون من الإيغور بشكل سري في مخيمات الإيواء”.
بينما قال نائب وزير الدولة الأمريكي المسؤول عن حقوق الإنسان والديمقراطية سكوت بوسبي، في تصريحات أمام مجلس الشيوخ في شهر ديسمبر/ كانون الأول: “إن الإدارة الأمريكية، منذ أبريل/ نيسان 2017 وحتى الآن، لديها معلومات ووثائق حول تحفظ الصين على أكثر من 2 مليون من الإيغور و الكازاخستانيين وغيرهم من الأقليات المسلمة في مخيمات”.
وكان البرلمان التركي رفض نهاية العام الماضي بأصوات نواب حزبي العدالة والتنمية الحاكم والحركة القومية الحليفين، مقترح التحقيق في جرائم الظلم التي ترتكبها الصين بحق أقلية الإويغور في ظل تنامي التعاون الاثتصادي بين بكين وأنقرة.
وكان حزب الخير القومي قدم مقترحًا إلى الجمعية العامة للبرلمان التركي من أجل مناقشة ممارسات الصين على أقلية الإويغور الذين تعود أصولهم إلى الشعوب التركية (التركستان) ، لاتخاذ موقف وطني موحد من القضية.
وتقول الإحصائيات الرسمية إن هناك 30 مليون مواطن مسلم في الصين، 23 مليونًا منهم من “الإويغور”، إلا أن تقارير غير رسمية تزعم أن أعداد المسلمين تناهز 100 مليون، أي نحو 9.5 بالمائة من مجموع السكان.