القاهرة (زمان التركية)ــ دشن وزراء طاقة 7 دول، منتدى باسم “منتدى غاز شرق المتوسط”، مقره العاصمة المصرية القاهرة، في محاولة لتعزيز الاستفادة من المنطقة الغنية بالطاقة، ولاسيما الغاز، في خطوة ستزيد من انزعاج تركيا.
ووكشفت وزارة البترول المصرية في بيان اليوم الاثنين، إن أهداف المنتدى الجديد العمل على إنشاء سوق غاز إقليمية، وترشيد تكلفة البنية التحتية، وتقديم أسعار تنافسية، وفق ما نقلت وكالة “رويترز”.
وأضافت الوزارة، أن وزراء الطاقة المجتمعين اليوم من مصر وإسرائيل وقبرص واليونان وإيطاليا والأردن والسلطة الفلسطينية.
وبجانب الدول المؤسسة، يمكن لأي من دول شرق المتوسط المنتجة أو المستهلكة للغاز، أو دول العبور، الانضمام لعضوية المنتدى لاحقا.
ويأتي إنشاء المنتدى في إطار سعي مصر للتحول إلى مركز إقليمي للطاقة في المنطقة.
ومن العوامل المؤهلة لمصر لتحقيق هدفها كمركز للغاز الطبيعي: البنية التحتية الهائلة وسوق الاستهلاك الكبير، ما يجعل أي مشروع لتطوير إنتاج الغاز الطبيعي مجديا اقتصاديا.
احتياطات هائلة
وتظهر تقديرات دولية أن احتياطات منطقة شرقي المتوسط تصل إلى ما نحو 122 تريليون قدم مكعب من الغاز الطبيعي، ويعتبر حقل “ظهر” أكبر حقول الغاز فيها شمالي السواحل المصرية.
وكان بدء الإنتاج المبكر في حقل “ظهر” المصري، الذي اكتشفته شركة “إيني” الإيطالية عام 2015، بمثابة تغيير لخريطة تجارة الغاز الطبيعي في شرق المتوسط.
وتقدر احتياطات الغاز في حقل “ظهر” بنحو 30 تريليون قدم مكعب وفقا للبيانات المصرية، متقدما كثيرا على بقية حقول الغاز في المنطقة، ومنها:
يقع “تمار” مقابل سواحل سوريا ولبنان وقبرص والأراضي الفلسطينية وإسرائيل ومصر على بعد 80 كيلومتر غربي حيفا، ويحتوي على احتياطي من الغاز يبلغ 10 ترليون قدم مكعب.
تستخرج منه إسرائيل الغاز الطبيعي ويقع على قرابة 130 كلم غربي حيفا، ويحتوي على احتياطي من الغاز يبلغ قرابة 17 تريليون قدم مكعب.
وتشير تقديراته إلى احتياطي من الغاز يبلغ 1.2 تريليون قدم مكعب.
ويقع في المياه الإقليمية القبرصية ويحتوي على احتياطي من الغاز يبلغ نحو 8 تريليونات قدم مكعب.
من جانبها تستنكر تركيا الخطوات المتعلقة بالغاز الطبيعي في البحر المتوسط.
وتعترض تركيا بشكل رئيسي على اتفاقية وقعت عام 2013 بين مصر وقبرص، لإعادة ترسيم الحدود البحرية واستغلال الموارد النفطية.
وهناك توترات متزايدة بين تركيا واليونان على خلفية النزاعات في المياه الإقليمية في بحر إيجه والبحر المتوسط وحقوق الجانبين في موارد النفط والغاز التي يُعتقد أنها متوافرة تحت القاع.
وحذرت تركيا من أية تحركات “فردية” تقوم بها قبرص للتنقيب عن الموارد الطبيعية واستغلالها.
وكان خبير مصري بقطاع الطاقة أن اكتشافات الغاز الجديدة في بلاده ودخولها ضمن قائمة كبار منتجي الغاز الطبيعي في العالم، أحبط مخططًا كانت تعده “قطر وتركيا وروسيا”، لاحتكار السوق العالمي.
وأوضح الدكتور محمد سعد الدين رئيس لجنة الطاقة باتحاد الصناعات ورئيس مجلس إدارة جمعية مستثمرى الغاز المسال، في تصريحات صحفية، أن روسيا تعتبر المورد الرئيسي للغاز الطبيعي للسوق الأوروبي، وكانت تركيا وقطر يسعون للسيطرة على سوق الغاز في منطقة الشرق الأوسط، وكان يتم التخطيط لمد خط للغاز الطبيعي داخل سوريا، حتى يتمكنو من إحكام سيطرتهم على السوق العالمي للغاز.
وأضاف الدكتور محمد سعد الدين أن مصر حققت العدالة لدول العالم في إحداث توازن بسوق المعروض من الغاز، لافتا إلى أن مصر حاليا حققت توازن في سوق الغاز العالمي بمنطقة الشرق الأوسط وأوروبا، وخلقت مصدرا وموردا جديدا للغاز أمام الدول المستوردة التي تتطلع إلى تنوع مصادر حصولها على الطاقة، وبهذا أغلقت الباب أمام الدول التي كانت تخطط لاحتكار الغاز، والسيطرة على الأسواق العالمية.