القاهرة (زمان التركية)ــ تناول محمد صابرين الصحفي بجريدة الأهرام المصرية في مقال له تحت عنوان “سر مقولة السيسى: الفتن لن تنتهى” وهي المقولة الذي توقف عندها الكثير من المصريين لما تحمله من معانٍ.
ولفت “صابرين” في مقاله الانتباه إلى جملة “الفتن لن تنتهى”، التي كررها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أثناء خطابه للشعب المصري خلال افتتاحه لأكبر مسجد وكنيسة في مصر بالعاصمة الإدارية الجديدة، داعيا من خلالها الشعب المصري إلي الوحدة لمواجهة الفتن، وضرورة الحفاظ علي المحبة والتسامح والتآخي في مصر.
وأشار “صابرين ” في مقاله إلى أن السر وراء ما تشهده مصر من صراعات هو أن هناك صراع بين رؤيتين للمستقبل.
الأولي: هي رؤية مستقبل للجميع في إطار دولة مدنية عصرية فيها الدين لله والوطن للجميع.
أما الثانية فهي رؤية ظلامية المستقبل للجماعة والأهل والعشيرة، ولا مجال ولا حقوق مواطنة لأقباط مصر، الذين يمثلون أكبر تجمع للمسيحيين في الشرق الأوسط.
وأشار صابرين إلى المؤامرات الداخلية والخارجية التي تحاك ضد مصر من أجل الوقوع في صراعات الفتنة والإرهاب، والتي تعمل الحكومة المصرية علي ردعها وهذا ما أشاد به وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، خلال زيارته الأخيرة إلى القاهرة، مؤكداً أن بلاده ستواصل دعمها لمصر في حربها ضد الإرهاب.
وذكر مقال صابرين نماذجًا للفتن الطائفية في العالم العربي مشيراً الي الجار القريب لمصر السودان، فقد انفصل منذ عدة عقود الجنوب السوداني صاحب الغالبية المسيحية عن الشمال السوداني صاحب الغالبية المسلمة وقد أدي هذا الإنقسام الي تدهور الدولة السودانية.
فبلادنا العربية هي الأكثر تعرضاً في الوقت الحالي للنزاعات والخلافات بين أبناء الشعب الواحد، والشاهد علي هذا بخلاف السودان ما يحدث في سوريا والعراق واليمن وغرب إفريقيا، وهناك دول معروفة بعينها بالتدخل في الشأن الداخلي لبلادنا العربية لتأجيج الصراعات الداخلية من أجل خدمة مصالحها اللشخصية .
وتطرق صابرين في حديثه الي الموقف الليبي تجاه تركيا التي حمّلها المتحدث الرسمي باسم الجيش الوطني الليبي، العميد أحمد مسماري، المسئولية عن تلك الفوضى التي تغرق فيها البلاد بسبب دعم الثانية للجماعات المسلحة الليبية وإمدادها بالسلاح التي تستخدمه في عمليات الإغتيال التي شهدتها ليبيا في الفترة الأخيرة .
كما تتهم الجزائر هي أيضًا تركيا بإرسال عناصر من الجيش السوري الحر إلي الجزائر، حيث إستطاعت الشرطة الجزائرية إيقاف 35 عنصرا قدموا من منطقة حلب السورية، ولديهم علاقة وثيقة مع جبهة النصرة -التابعة للقاعدة- ويتحركون بإشراف جنرال سوري المقيم في تركيا.
وأوضح صابرين أن الهدف من تحويلهم إلي الجزائر هو اختراق الجالية السورية في الجزائر، وتشكيل خلايا نائمة تخلق الفوضي في البلد. بحسب ما كشف عنه حسان قاسيمي مسئول ملف الهجرة بالداخلية الجزائرية عن لجريدة الخبر الجزائرية.
ويختتم صابرين مقاله، قائلا”أسرار الفتن التي لن تنتهي كثيرة بما لا يطاق، وأحيانا بما لا تسمح الظروف بتفصيله، ولكن يتكفل البعض بشرحه مثلما نري في حالة ليبيا والجزائر، والمعلومات تقول لنا أن مصر مستهدفة ، لذا علينا الحذر.”