دمشق (زمان التركية)ــ رحبت حكومة دمشق، بطلب الحماية الكردي في ظل القلق المتنامي من الوقوع فريسة لتركيا التي ترفض حتى الآن التعهد للولايات المتحدة بضمان حماية الأكراد في ضوء الانسحاب الأميركي المرتقب من شمال سوريا.
ومن جهته، عبر نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد، الأربعاء، عن تفاؤله إزاء الحوار مع الجماعات الكردية التي تريد إبرام اتفاق سياسي مع دمشق في إطار جهودها لدرء هجوم تهدد به تركيا.
وقال المقداد إن “التجارب السابقة (مع الجماعات الكردية) لم تكن مشجعة، ولكن الآن أصبحت الأمور في خواتيمها”، في إشارة إلى ما يبدو على استعداد الأكراد اللجوء إلى دمشق لمجابهة أنقرة. وفق ما نقلت “رويترز”.
ويأتي الترحيب السوري في ظل توتر بالعلاقات بين تركيا والولايات المتحدة، حيث هاجم أردوغان مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون، لمطالبته تركيا بعدم التعرض للمقاتلين الأكراد في سوريا، واتهمه بتعقيد خطة الرئيس دونالد ترامب لسحب القوات الأميركية.
وأضاف المسؤول السوري: “إذا كان بعض الأكراد يدعي أنه جزء لا يتجزأ من الدولة السورية ومن شعب سوريا، فهذه هي الظروف المواتية. لذلك أنا أشعر دائما بالتفاؤل”،.
وتابع: “نشجع هذه الفئات والمجموعات السياسية على أن تكون مخلصة في الحوار الذي يتم الآن بين الدولة السورية وهذه المجموعات”، مؤكدا على أنه “لا بديل عن الحوار”.
وفي هذه الأثناء كشف الكرملين، اليوم الأربعاء، عن زيارة متوقعة للرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى روسيا قريبا، لإجراء محادثات مع نظيره الروسي فلاديمير بوتن، لكن لم يتم تحديد موعد حتى الآن.
من المرجح أن تدور الزيارة حول مستقبل القوات الكردية المدعومة من واشنطن، في ضوء الانسحاب الأميركي المرتقب من شمال سوريا.
وأمس أبلغ مستشار الأمن القومي الأمريكي جون بولتون المسئولين الأتراك خلال زيارته أنقرة بأن بلاده تعارض أي هجوم على حلفائها الأكراد في سوريا وذلك بعد تصريحات مشابهة الأحد الماضي قبل مغادرته بلاده إلى إسرائيل. وفقا لما كشف مسئول أمني أمريكي رفيع.
واليوم قال وزير خارجية تركيا مولوود جاويش أوغلو أن الصعوبات التي تواجهها واشنطن في سحب قواتها من سوريا من بينها “علاقاتها الحميمة بالتنظيمات الإرهابية” في إشارة إلى حلفائهم الأكراد.
ويشار إلى أن الشرطة العسكرية الروسية بدأت بتسيير دوريات أمنية في منطقة منبج شمال سوريا قرب الحدود التركية، والتي كانت تهدد أنقرة بشن عملية عسكرية بها للقضاء على وحدات حماية الشعب الكردية.