أنقرة (زمان التركية) – في الوقت الذي تعكس فيه العديد من التقارير الحقوقية الدولية والأحكام القضائية تراجع حرية الصحافة في تركيا مؤخرا، زعم الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، أن الإصلاحات التي شهدتها تركيا خلال الـ 16 عاما الأخيرة في حكم حزب العدالة والتنمية الحاكم أكسبت الصحافة التركية بنية أكثر ديمقراطية وحرية على حد تعبيره.
واحتلت تركيا المرتبة الثالثة أكثر دولة بها صحفيين معتقلين ضمن قائمة منظمة صحفيين بلا حدود الخاصة بعدد الصحفيين المعتقلين اعتبارا من ديسمبر/ كانون الأول عام 2018، وخلال الشهر الماضي أعلنت لجنة حماية الصحفيين تركيا كأكثر دولة انتهكت حرية الصحافة.
وكانت أحدث الاحكام ضد الصحفيين تغريم وحبس الصحفية بلين أونكر التي نشرت تقارير استنادًا إلى “وثائق بنما” التي كشفت امتلاك نجلي رئيس الوزراء السابق ورئيس البرلمان حاليا، بن علي يلدرم، شركات خارج حدود تركيا بهدف التهرب الضريبي.
وفي ظل هذه الأوضاع أشار أردوغان في كلمته بمناسبة يوم الصحفيين في تركيا إلى تعرض الصحافة التركية للقمع والظلم في السابق مشددا على ثقته في مواصلة الإعلام التركي الإسهام في الديمقراطية.
وأضاف أردوغان أن حماية حق الرأي العام في الحصول على الأخبار بشكل صحيح ومحايد دون ضغوط له أهمية حيوية بالنسبة لتفعيل الديمقراطية.
وتحتفل تركيا بيوم الصحفيين العاملين منذ العاشر من يناير/ كانون الثاني عام 1961 الذي شهد تأمين حقوق الصحفيين في تركيا قانونيا لأول مرة في تاريخ الجمهورية.
تجدر الإشارة إلى إغلاق السلطات التركية 5 وكالات أنباء و62 صحيفة و19 مجلة و34 إذاعة راديو و29 قناة تلفزيونية و29 بيت نشر وتوزيع بموجب مراسيم حالة الطوارئ التي أعلنت عقب المحاولة الانقلابية الفاشلة.
وخلال الشهرين الأولين من فرض الطوارئ ألغت السلطات التركية 620 بطاقة صحفية و34 بطاقة صحفية برلمانية وجوازات سفر بعض الصحفيين.
واعتبر البعض تصريحات أردوغان لا تنطبق إلا على المؤسسات الإعلامية المقربة للسلطة، وإلا فهي سخرية من الشعب الذي يرى قمع الصحفيين بعينه.
هذا ويشير تقرير مفوضية الصحفيين الأحرار إلى محاكمة 521 صحفي خلال عام 2018 وإصدار أحكام سجن بإجمالي 547 عاما بحق 112 صحفي والمؤبد لثلاثة صحفيين واعتقال 141 صحفي خلال عام 2018 وحبس 64 صحفي ورفع دعاوى قضائية بحق 71 صحفي بينما لا يزال 171 صحفي داخل السجون بالوقت الراهن.