أنقرة (زمان التركية) – تعليقا على ما شهده شهر ديسمبر/ كانون الثاني المنصرم من تراشقا بالألفاظ بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، قالت الصحفية التركية جوهر إلهان في مقال لها بصحيفة “يني آسيا” أن كل مشادات كلامية بين حكومتي حزب العدالة والتنمية وإسرائيل يعقبها تحالفات وتعاون جديد بين البلدين.
وقالت جوهر إلهان في مقالها بالجريدة في عددها الصادر في 2 يناير/ كانون الثاني 2019: “إن رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو يهاجم تركيا من أجل شغل الرأي العام في إسرائيل ويصف تركيا بالدولة المستعمرة، فيرد عليه أردوغان قائلًا: “أنت يا نتنياهو صوت الظلمة، أنت من تمارس إرهاب الدولة. أنت على رأس إرهاب الدولة!. إلا أنه من وراء الستار يدخل في تعاون جديد مع إسرائيل”.
وأشارت إلى أن الصحف الإسرائيلية ذكرت في (20/12/2018) أن الخطوط الجوية التركية وقعت اتفاقية مع أكبر بنوك إسرائيل “Hapoalim” من أجل إصدار بطاقات “IsraCard” لرحلات الطيران، خاصة وأن تركيا تعتبر أكبر ناقل للمسافرين الإسرائيليين حول العالم، لافتة إلى أن هذا الاتفاق الجديد سيوفر خصما كبيرا للمسافرين الإسرائيلين على الخطوط الجوية التركية.
وانتقدت إلهان زيادة التبادل التجاري والاقتصادي بين البلدين، مستشهدة بأول مثال على ذلك بالتقرير الاقتصادي في عام 2009.
فقالت إلهان: “عقب واقعة “One Minute” الشهرية في مؤتمر دافوس الاقتصادي في 30 يناير/ كانون الثاني 2009، وافقت أنقرة على عضوية إسرائيل في مؤسسة الطاقة الذرية الدولية. ومع إلغاء الفيتو التركي بصفتها الدولة الإسلامية الوحيدة، تمت الموافقة على ضم إسرائيل إلى منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية”.
وأضافت: “مع سحب تركيا الحظر الذي كانت تفرضه في الناتو على إسرائيل، فتح الطريق أمام إسرائيل للانضمام للحلف. وفتحت إسرائيل ممثلًا لها في مقر الناتو ببروكسيل، وبدأت المشاركة في المناورات العسكرية. كما أن عهد أردوغان كان تحدث فيه رئيس إسرائيلي داخل البرلمان التركي لأول مرة.
وتابعت: “أما أحداث الهجوم الإسرائيلي الغاشم على سفينة المساعدات الإنسانية “مافي مرمرة” لكسر الحصار على قطاع غزة في 31 مايو/ آيار 2010، والتي أدت إلى قتل مواطنين أتراك، فبعدها تعمقت العلاقات بين أنقرة وإسرائيل أيضًا؛ وذلك لأن الاتفاق الموقع بين الجمهورية التركية والدولة الإسرائيلية برقم 6743 المنشور في الجريدة الرسمية بتاريخ 1 سبتمبر/ أيلول 2016، غرّم إسرائيل 20 مليون دولار أمريكي باعتبارها تبرعًا وليس تعويضات، من دون فرض أي عقوبات حقوقية أو جنائية عليها”.
وأضافت الكاتبة التركية: “وفي الوقت الذي كان يستمر فيه القصف الإسرائيلي على قطاع غزة، وصف الرئيس التركي إسرائيل خلال زيارته لمصر “دولة إرهابية قاتلة”، وفي تلك الأثناء تم توقيع اتفاقية تعاون بين الاستخبارات التركية والإسرائيلية. كما تم بدء اتفاقية الرورو بين مينائي حيفا الإسرائيلي وليماك بورت التركي في الإسكندرون بحفل رسمي. وكذلك لعبت تركيا دور الوسيط في بيع بترول العراق الواقع في إقليم كردستان العراق إلى إسرائيل”.