واشنطن (زمان التركية) – وصفت مجلة فورين بوليسي الأمريكية ثقة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بأنها “مقامرة”.
ونشرت مجلة فورين بوليسي تحليلًا ناقدًا لخطة انسحاب القوات الأمريكية من شمال سوريا التي أعلنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، موضحة أن ذلك يعني الثقة في تركيا في مكافحة تنظيم داعش. وزعمت أن ذلك سيمنح داعش فرصة جديدة للعودة للحياة مرة أخرى.
وأكدت المجلة في تحليلها أن الهدف الرئيسي لأردوغان هو منع اتحاد الأراضي الخاضعة لسيطرة الأكراد، وأن داعش يعتبر في الخطة (ب) بالنسبة لتركيا بعد مكافحة التنظيمات الكردية.
وتطرقت المجلة إلى قيام السلطات التركية بفصل واعتقال عدد كبير من قيادات الأجهزة الأمنية وأجهزة الاستخبارات والقوات المسلحة في تركيا عقب محاولة انقلاب 15 يوليو/ تموز 2016، مشيرة إلى أن ذلك أضعف عملية مكافحة الإرهاب لدى القيادات الحالية في الأجهزة الأمنية، وخلق صدامات بين الأجهزة الأمنية المختلفة.
وأوضحت المجلة أن تركيا تتعامل مع الأوضاع المشتعلة في الشرق الأوسط انطلاقًا من مبدأ “عدو عدوي صديقي”، وترى أن تنظيم داعش الإرهابي “عمق استراتيجي” لمواجهة التنظيمات الكردية.
ولفت التحليل إلى أن أردوغان يتظاهر بأنه المدافع عن الإسلام السني في مواجهة الرئيس السوري بشار الأسد الشيعي، موضحًا أن مدى صدق أردوغان في وعوده باقتلاع جذور داعش في الوقت الذي يحارب فيه جيشه في بلد آخر وانشغال أجهزته الأمنية بمكافحة الإرهاب، أمر مشكوك فيه.
وأكدت مجلة فورين بوليسي أن تركيا لم تكن صادقة في وعودها بمكافحة تنظيم داعش، زاعمة أن هناك ما بين 8-10 آلاف ذهبوا إلى سوريا والعراق وانضموا إلى تنظيم داعش. كما أشارت إلى أن 9% من الأتراك لا يرون داعش تنظيمًا إرهابيًا، وأن 5% من الأتراك يدعمون عمليات التنظيم.
وقالت المجلة في تحليلها: “من الصعب القول إن بإمكان تركيا أن تدخل في حرب أحادية. الأماكن المتبقية في يد داعش، تبعد 300 ميل من الحدود التركية. لذلك فإنه من المستحيل أن يتمكن الجيش التركي وحلفائه في المنطقة من شن حرب فعالة ضد داعش في تلك المناطق وفرض سيطرة كاملة عليها”.
وأوضحت أن تركيا اعتمدت على الجيش السوري الحر في حربها على قوات سوريا الديمقراطية، محذرة من أن الجيش السوري الحر غير نظامي وأنه يذكر عنه العديد من وقائع الغدر، كما يضم عناصر منحدرة من داعش.