أنقرة (زمان التركية) – عقب إعلان الرئيس الأمريكي سحب القوات الأمريكية من شمال سوريا، بدأت الساحة السورية تشهد تطورات سريعة ومتتالية.
وبحسب مصادر عسكرية مطلعة، فإن التعزيزات العسكرية للقوات المسلحة التركية والجيش السوري الحر مستمرة في منطقة درع الفرات المجاورة لمنطقة منبج، بالتزامن مع دعوة حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي للجيش السوري لاستلام مدينة منبج بعد انسحاب القوات الأمريكية.
بعدها أعلن الجيش السوري أنه انتشر في مدينة منبج الواقعة تحت سيطرة قوات سوريا الديموقراطية في شمال البلاد ، إلا أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان علق على الأمر، قائلًا: “الجيش السوري يشن عملية نفسية”.
وجاء رد الفعل الروسي مرحباً بتلك التحركات، حيث أعتبر الكرملين دخول الجيش السوري منطقة منبج أمرًا “إيجابيًا”، وأن ذلك يساهم في إرساء “الاستقرار”.
أما وسائل الإعلام والصحف التركية فقد علقت على الأمر، قائلة: “هناك تعاون بين حزب العمال الكردستاني والنظام السوري في منطقة منبج”.
وأوضحت جريدة “حريت” التركية أن احتمال توجه نظام بشار الأسد إلى التعاون مع تنظيم وحدات حماية الشعب الكردي، قد يتسبب في موقف متأزم، بسبب موقف تركيا من تنظيمي حزب العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب الكردي لأسباب محقة.
بينما علقت جريدة “ملّيت” التركية على الأمر بطريقة مثيرة، مشيرة إلى أن تنظيم حزب العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب الكردية دعت “جيش النظام” لدخول المدينة، إلا أن مروحيات الجيش الأمريكي منعت الجيش السوري من دخول منبج.
أما جريدة “يني شفق” المعروفة بقربها من حزب العدالة والتنمية وعدائها للدولة السورية والرئيس السوري بشار الأسد، فقد نشرت تحليلًا بعنوان “السيناريو نفسه”، قائلة إن “الإرهابيين” لم يغادروا منبج.
ونشرت جريدة “أكشام” مقالًا بعنوان “لن نغضّ البصر عن بلطجة النظام”، زاعمة أن تنظيم حزب العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب الكردية لم يغادرا المنطقة وأنها أصبحت تحت حماية الدول الموجودة في المنطقة والنظام السوري.
أما جريدة “قرار” المعروفة بقربها من رئيس الوزراء السابق أحمد داود أوغلو، فقد نشرت مقالًا بعنوان “انسحب ترامب، وجاء الأسد”، زاعمة أن دخول الأسد إلى منبج تم بمساعدة ودعم من واشنطن. وقالت جريدة “سوزجو” إن وحدات حماية الشعب الكردية طلبت من الأسد المساعدة، ونشرت مقالًا في 26 ديسمبر/ كانون الأول الجاري بعنوان “حزب العمال الكردستاني درع الأسد”.
وقالت جريدة “جمهوريت” في عنوان مقالها الرئيسي: “وحدات حماية الشعب الكردي تستدعي الجيش السوري”، زاعمة أن هناك مساومة بين التنظيم والجيش السوري.
يذكر أن تركيا خلال الفترة الماضية وقبل الانسحاب الامريكي من سوريا، هددت بشن عملية عسكرية جديدة ضد المناطق الواقعة تحت سيطرة قوات سوريا الديموقراطية، بدءاً من مدينة منبج شمال سوريا وصولاً إلى مناطق أخرى واسعة شمال شرق البلاد.