القاهرة (زمان التركية) – تعليقًا على تقرير صحيفة (زمان) حول الفتوى التي أطلقها عميد جامعة إسلامية في هولندا يهدر فيها دم معارضي الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، نشر الكاتب محمد أمين المصري مقالاً في صحيفة الأهرام، قال فيه إنه رغم خطورة صدور مثل هذه الفتاوى من شخصيات تمثل الإسلام إلا أنه يرى أن أردوغان “ليس محتاجًا لفتوى” كهذه لقتل المزيد من شعبه.
ويشار إلى أن تلك التصريحات دفعت السلطات الهولندية إلى إعلان بدء تحقيقات مع عميد الجامعة الإسلامية في روتردام.
وجاء في المقال تحت عنوان (فتوى بقتل المعارضة التركية):
بث موقع «زمان» التركى باللغة العربية الثلاثاء الماضى تقريرا غاية فى الخطورة، ومبعث خطورته هو أن بعض ترزية الإفتاء منحوا الرئيس التركى رجب طيب أردوغان رخصة شرعية بقتل كل ما يعارضه الرأي. وللأسف جاءت رخصة القتل من جانب أكاديمى تركى يدعى أحمد كوندور رئيس جامعة روتردام الإسلامية بهولندا.
تصريح القتل بثه كوندور المعروف بولائه الشديد لأردوغان، على الهواء مباشرة خلال حوار هاتفى مع قناة Akit tv الموالية لأنقرة، وطالب بقتل كل مخالف لأردوغان بحجة أنهم بغاة حتى ولو كانوا من أولياء الله الصالحين -على حد تعبيره- مدعيا أن آيات القرآن هى التى تأمر بذلك.
وقد تشدد كوندور فى فتواه ورفض التنازل عنها رغم تنبيه المذيع له بأن أردوغان يتبنى إجراءات قمعية ضد أبناء حركة الخدمة التى يترأسها المفكر فتح الله كولن، وأصر هذا الأكاديمى على رأيه رغم علمه بالأنشطة المدنية والتعليمية لتلك الحركة ـ التى تهتم بالتعليم ـ المسالمة التى أسهمت بدور كبير فى تنمية المجتمع التركى وساعدت فى نهضته. الغريب فى الأمر أن صاحب فتوى القتل أو تصريح بالقتل الحرام تمادى فى غيه واعترف بأن جماعة فتح الله كولن تتسم بالتقوى والورع، ولكنه قال: ممكن أن يكونوا كذلك ولكن لا فرق! حتى ولو كانوا من المتقين ومن أولياء الله! فالنص صريح فى آيات سورة الحجرات: أنه يجوز قتل الخارجين على الدولة طبقا لما ورد فى القرآن. واعتبر ترزى الفتاوى أنصار حركة الخدمة بغاة رغم كل ما قدموه للمجتمع التركي. هذا بسبب ادعاء أردوغان وأركان حكمه أن الحركة قادت الانقلاب المزعوم فى يوليو 2016، فى حين أن كل الأدلة تثبت زيف هذا الادعاء وأن الانقلاب المزعوم مجرد تمثيلية أردوغانية للقضاء على كل معارضيه والاستفراد بالسلطة وقمع كل من يرى نفسه قادرا على منافسته فى حكم تركيا.
لقد قنن الرئيس التركى كل ما يلزم لقمع معارضيه والاستيلاء على ممتلكاتهم وتشريدهم ما بين سجنهم أو دفعهم للهرب خارج بلادهم، ولم يكن فى حاجة إلى ترزية فتاوى قطاع خاص لتخليصه من معارضيه بالقتل، فهو يمارس القتل البطئ ضد شعبه وليس محتاجا لفتوى، ولكن من المسلمين من يستعذب أن يبيع نفسه للشيطان.