برلين (زمان التركية)ــ أزعح قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المفاجئ بسحب القوات الأمريكية من سوريا ألمانيا واعتبرته تخليًا عن القوات الكردية التي لطالما حاربت ضد تنظيم “داعش”.
وأعرب مفوض الحكومة الألمانية للشؤون الأميركية، بيتر باير، عن انزعاجه من خطط الرئيس الأميركي دونالد ترامب لسحب قوات بلاده من سوريا.
جاء ذلك في تصريحاته لصحيفة “راينيشه بوست” الألمانية الصادرة السبت، حيث قال: “قرار ترامب بإعادة الجنود الأميركيين إلى الوطن يزعزع توازن القوى في المنطقة بأكملها، ويصدم شركاء دوليين، ويجعل القوات الكردية الحليفة وحدها في مواجهة حرب متعددة الجبهات”.
وأكد باير في تصريحه أن بلاده ستنسق حاليًا على نحو وثيق مع شركاء التحالف الدولي، حتى يتأكد الشعب السوري من أن باقي العالم لن ينساه.
يذكر أن ترامب أعلن يوم الأربعاء الماضي، بشكل مفاجئ عزمه سحب كافة القوات الأميركية من سوريا، معللا ذلك بتحقيق الانتصار على تنظيم داعش هناك.
ويأتي هذا القرار في صالح دول أخرى تتدخل في الحرب منذ سنوات، مثل روسيا وتركيا وإيران.
يشار أن هذا القرار جلب لترامب موجة من الانتقادات الحادة داخل وخارج الولايات المتحدة.
وفي سياق متصل بالموقف الألماني أعربت وزيرة الدفاع الألمانية أورزولا فون دير لاين عن عدم تفهمها لهذا القرار.
ويرى المراقبون أن سحب القوات الأميركية من سورية سيحمل الكثير من المخاطر ،لان الانتصار الكامل علي داعش لم يتحقق بعد.
يذكر أن قرار ترامب بالخروج من سوريا جاء في الوقت الذي تستعد فيه تركيا للقيام بعملية جديدة في شرق الفرات شمال سوريا ضد قوات سوريا الديمقراطية الكردية، والتي كانت تدعمها الولايات المتحدة والذي يعني إنسحابها ضربة كبيرة للقوات الكردية التي طالما شاركت في حرب التحالف الدولي ضد داعش .
وعلي الرغم من إعلان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان تأجيل العملية العسكري شمال سوريا إلا أن هذا التأجيل لن يكون لأجل غير مسمى.
وقال وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، إن مسؤولين من بلاده وأميركيين، سيبحثون، في واشنطن في يناير/ كانون الثاني المقبل، الانسحاب الأميركي من سوريا، والمسائل المتعلقة بالتنسيق بين البلدين.
وأشار أوغلو، إلى إنشاء ثلاث مجموعات عمل بين تركيا والولايات المتحدة.
وقال إن المجموعات الثلاث ستجتمع بالعاصمة الأميركية واشنطن، في 8 يناير/ كانون الثاني، وستبحث انسحاب القوات الأميركية من سوريا، وسبل التنسيق بين الجانبين التركي والأميركي. وفقاً لوكالة الأناضول التركية للأنباء.
وتشهد العلاقات بين الولايات المتحدة وتركيا تحسّنا كبيرا بعد أشهر من تدهورها إلى أدنى مستوى على خلفية قضايا عدة من بينها دعم واشنطن لوحدات حماية الشعب الكردية في سوريا.