دمشق (زمان التركية) – شغلت الزيارة التي أجراها الرئيس السوداني عمر البشير إلى سوريا للقاء نظيره السوري بشار الأسد، عددا من المحللين في تركيا، الذين ذهبوا إلى أن البشير ربما يلعب دور الوسيط للمصالحة بين الرئيس السوري والتركي، خاصة أنه أجرى زيارة إلى تركيا في أكتوبر/ تشرين الماضي.
وكان وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو قد أدلى بتصريحات مثيرة الأحد؛ فقد أشار إلى أن تركيا قد تتعاون مع الرئيس السوري بشار الأسد، قائلًا: “إذا فاز بشار الأسد في انتخابات ديمقراطية في سوريا، سنفكر في العمل معه”.
ولاحقا أجرى الرئيس السوداني عمر البشير زيارة إلى سوريا في نفس اليوم، وكان الرئيس السوري بشار الأسد في استقباله، ليكون أول رئيس عربي يزور سوريا منذ اندلاع الحرب الداخلية التي تشهدها سوريا منذ عام 2011.
وعلق الصحفي التركي حسين محلي الخبير في شؤوون الشرق الأوسط على زيارة البشير إلى سوريا، مشيرًا إلى أن أن البشير زار تركيا قبل الزيارة التي أجراها إلى سوريا.
وتساءل الصحفي حسين محلي عما إذا كان البشير قد يقوم بدور الوساطة بين تركيا وسوريا، خاصة أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يناديه دائمًا بـ”أخي”.
إلا أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قال يوم أمس أثناء زيارة البشير إلى سوريا إن “الشخص الممسك بمقاليد السلطة في سوريا (بشار الأسد) يسعى للحفاظ على موقعه والبعض يعينه على ذلك، رغم مقتل مليون مسلم في هذا البلد”.
شاووش أوغلو يتراجع!
قال وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو، إن التصريحات التي أدلى بها الأحد، لا تتضمن ما يشير إلى أن أنقرة ستعمل مع رئيس النظام السوري بشار الأسد أو أنها تصوّب ما يفعله.
جاء ذلك خلال إفادة له بالبرلمان التركي، في إطار مناقشات الموازنة العامة، حيث تطرق لتصريحاته، الأحد، في جلسة بمنتدى الدوحة.
وأوضح تشاووش أوغلو أنه كان يجيب على سؤال “هل ستعملون مع الأسد في حال فوزه بانتخابات نزيهة؟”.
وبين أن إجابته كانت على النحو التالي “إذا جرت هكذا انتخابات فالكل سيراجع مواقفه (..) لم أقل شيئا يعني أننا سنعمل مع الأسد أو أننا نصوّب ما يفعله”.
وأضاف :” لم نقل في أي وقت أننا نصوب مافعله الأسد، ولن نقول”.
ويقول الخبراء أن سبب تراجع وزير الخارجية التركي حول التصالح مع بشار الأسد هدفه عدم التأثير سلبيا على الانتخابات المحلية المنتظر إجرائها في مارس/ أذار المقبل، خاصة أن الرئييس التركي يستخدم عبارات مثل الأسد قاتل وظالم في الميادين الانتخابات لجذب مزيد من الأصوات في الانتخابات.