نبذةعن المؤلف: أوغو فابييتي أستاذ الأنثروبولوجيا الثقافية في جامعة ميلانو. أجرى جملة من الأبحاث في السعودية وباكستان. من أعماله المنشورة:”تاريخالأنثروبولوجيا” 2011، “الهوية الإثنية“2013، و”محاورالأنثروبولوجيا الثقافية“2015.
يمكن تصنيف كتاب الأنثروبولوجي الإيطالي أوغو فابييتي ضمن الأعمال الأنثروبولوجية المتّزنة في دراسة الشرق الأوسط. حيث يتابع الباحث في كتابه الاهتمامات المبكّرة بالشرق وما خالطها من محاسن ومساوئ، فضلاً عمّا رافقها من توظيف فجّ أثّر على مصداقيتها، ليصلَ إلى الدراسات الحالية في الشأن. يستهلّ فابييتي مؤلّفه بتناول عام لحقل الدراسات الاستشراقية خالصًا إلى انبثاق أنثروبولوجيا الشرق من رحم هذه الدراسات. ولا ينحصر الكتاب بمدخل محدّد من مداخل الأنثروبولوجيا في تناول فضاءالشرق، بل يسعى إلى استدعاء شتى المقاربات، الثقافية والاجتماعية والدينية والتاريخية التي طبعت هذا المبحث، لينتهي إلى المحاور الراهنة التي تشغل البحث الأنثروبولوجي، مثل وسائل الإعلام واليومي.
يطالعنا الفصل الأول من الكتاب بعنوان “اختلاق الشرق الأوسط”، وهو محور مكثَّف يُبرز منشأ علم الأنثروبولوجيا، بوصفه مدخلاً يسعى للتفكّر، في حدود التعقّل الصرف، في الحقل الاجتماعي بحثًا عن فهمِ التنوّع، وليس غرضه إسقاط الشكل الساذج للتصورات الذاتية والمعايير الخاصة على فهم الاختلاف. مستلهِما ما قاله جيمس كليفورد في الشأن “إذا كنّا نريد صياغة حقائق على هوانا فالأحرى أن نمكث في البيت”. من هذا الباب يبقى جوهر اهتمام الأنثروبولوجيا هو “فهم الاختلافات الثقافية” ميدانيًا، وهو ما لا يعني التبرير، فالأنثروبولوجيا ليست كمَايتخيّل البعض مجرّد حديث عن تباين العادات ونسبيتها، ولكنها بذل للجهد لإرساء جسرمفاهيمي بين الثقافات والذاكرات والتواريخ والهويات المتنوعة.
يتطرّق مؤلف الكتاب إلى مفهوم “الشرق الأوسط” الناشئ ضمن سياق المصالح الاستراتيجية للقوى الأوروبية في مطلع القرن العشرين. فالعبارة نُحِتت خلال 1902 من قِبل مؤرخ أمريكي كان يتابع المصالح البريطانية في المنطقة، ثم جرت على الألسن منذ العام 1911 حين تناول مجلس اللوردات البريطاني إيران وتركيا ومنطقة الخليج بالحديث. لكن المفهوم في مدلوله الأنثروبولوجي، فهو يغطّي منطقة أوسع، تمتدّ من شبه جزيرة الأناضول شمالاً إلى القرن الإفريقي جنوبًا، ومن موريتانيا غربًا إلى نهرالسند شرقًا، أي بما ينطبق تقريبًا على البلاد العربية وجيرانها من ناحية المشرق.
وبوصفِ الاستشراق الإطار المعرفي الحاضن للأنثروبولوجيا، نجد أوغو فابييتي يتتبّع الخطوات المبكرة منذ حملة نابوليون على مصر (1798) التي اصطحب فيها فريقا من العلماء، خلّف توصيفهم عملاً موسوعيًا شهيرًا بعنوان “وصف مصر“، لتتابعَ الاهتمامات من قِبل الرحالة والمغامرين الذين كان عامل الدين حافزًا في اكتشافهم للشرق، ولكن الشغف بالشرق والتعرف عليه سبق تلك الحملة الشهيرة، كما كان مع قسطنطين فرانسوا فولني، أو كما حصل لاحقا مع إرنست رينان، بغرض الإلمام بالأعراف والعادات التي نشأت في أحضانها الأفكار التوراتية والإنجيلية، لكن الجلي في أعمال هذين الرائدين وغيرهم، أثرها القوي في صياغة تصورات الأجيال اللاحقة، ففي منظوريْ فولني ورينان، كما يرصد فابييتي، ثمة تصورٌ جامدٌ للتاريخ في الشرق هدفَ بالأساس إلى ترسيخ بدائية الشرقي، وكأنّ حراك التاريخ لا يعنيه، فهو يسلك في التاريخ الحديث مسلكه في العهود القديمة.
تلك الصورة الإيزوتيكية الممزوجة بالأحكام المسبَقة والقوالب الجاهزة عن الشرق حميمة لدى الغربي، لذلك يصرّ في الراهن على استعادة أجواء “ألف ليلة وليلة”ويعيد ترجمتها (كانت أول ترجمة إلى الفرنسية لأنطوان غالان عام 1704). فلا يجل باهتمام الغربي ابن خلدون في مقدّمته، ولا ابن حزم في نقده للتوراة، بل يبقى كتاب”ألف ليلة وليلة” الأكثر مقروئية. في الأثناء ترسّخت تلك الصورة الإيزوتيكية عن الشرق في عديد المجالات الفنية، ففي الأوبرا مثلاً ظهر عمل موزارت “اختطاف من السراي- 1781″، تلاه عمل جواكيني روسّيني “إيطالية في الجزائر- 1818″، وفي السينما ظهر “لصّ بغداد” لدوغلاس فيربانكس سنة 1924. وفي جوّ الانجذاب نحو الشرق ورثَ العربي بامتياز الصورة الاستشراقية السلبية عن الرجل الشرقي، فهو طاغية ومراوغ لا يؤتمن له جانب، وميّال إلى الملذات الحسية. لكن الدور الذي قام به الفلسطيني إدوارد سعيد كان ثورة حقيقية في علم الاستشراق قلبَ عديد المفاهيم، استطاع بنقده العميق تأسيس مدرسة موازية تمحورت حول دراسات مابعد الاستعمار أو ما بعد الاستشراق، خلّفت زعزعة قوية لمقولات المستشرقين وبيّن تزيف كثير منها (ص: 56).
في الفصل الثاني المعنون بـ”الشرق الأوسط والأنثروبولوجيا” يبرز فابييتي أنه قياسًا مع مداخل علمية أخرى، حلّت الأنثروبولوجيا بالشرق متأخرة. فمن الرواد في المجال، كما يورد الكتاب، نجد ويليام روبرتسن سميث وألويس موزيل. يُعَدّ الأوّل المؤسس الحقيقي لأنثروبولوجيا الشرق الأوسط. شغل رئيس الكنيسة الحرة في اسكتلندا، وشايع دراسات نقد التوراة التي تذهب إلى ضرورة استعمال أدوات النقد التاريخي والتحليل الاجتماعي في قراءة النص الديني؛ لكن ذلك الموقف العلمي كلّفه العزل من كلية الدراسات الدينية في أبردين. مؤلّفه الشهير حول الشرق الأوسط”محاضرات في ديانة الساميين” 1889 هو مدونة لأحداث بني إسرائيل وبني إسماعيل الدينية والاجتماعية، إبان الفترة السابقة لظهورالإسلام. يلحّ فيه على الطبيعة الاجتماعية للظواهر الدينية، كون الاعتقادات هي سبيل للحفاظ على سير النظام الاجتماعي وليست نتاج تأملات أو حاجة روحية. يظهر فيها الدين بمثابة العامل المنظم للعلاقات التي تجد في المشاركة في أداء الطقوس العامة سندًا قويًا لها.
أما التشيكي ألويس موزيل، الملقب بـ”الشيخ موسى الرويلي” فهو كاهن كاثوليكي، يبقى أثره الأهم “أخلاق الروله وعاداتهم“المنشور سنة 1928. كان هدف بحثه في البداية دينيًا صرفًا، ما جرّه لتتبّع وقائع الروايات المقدسة في أوساط البدو ولا سيما قبيلة الروله، باعتبارها نموذجًا من ورثة ثقافة الشرق القديم. وفي هذه الأجواء التأسيسية لمبحث الأنثروبولوجيا غلبت الصورة الفسيفسائية على الشرق وطُمِست الروابط الحقيقية بين هذا الشتات، مما حوّله إلى شظايا متناثرة في أعين الدارسين. والحقيقة أن فكرة المزيج المتنافر قد حالت دون فهم سويّ للشرق، ما مثّل عائقًا إبستيمولوجيًا لإدراك مكمن وحدة الشرق.
في الفصل الثالث المعنون بـ”الهويات الإشكالية اليوم” يتناول المؤلف المسألة من زاوية نقدية. فقد تمّ تقسيم كل تكتلٍ مجتمعي في الشرق إلى شطرين أوأكثر، تارة بحسب ما تراءى من ظاهر الأمور وأخرى بحسب حاجة المستعمِر. في فلسطينبين عرب ويهود، وفي العراق بين كرد وعرب، وفي شمال إفريقيا بين عرب وأمازيغ، وفي إفغانستان بين بشتون وطاجيك وأوزبيك، وفي باكستان بين بلوش وباشتون. والحال أن تلك التقسيمات التي ألحّ عليها العقل الغربي هي “حاويات فارغة” أحيانًا، كمايقول أوغو فابييتي، فليس هناك تضارب بين العرب والأمازيغ، أو الأكراد والعرب، كمايصور الحال، فالمكون الثقافي والقيمي متماثل وإن كان هناك اختلاف فهو لا يتعدى اختلاف الألسن، بل التضارب الحقيقي هو متأت جراء تناقضات ما بعد استعمارية.
وفي العقود الثلاثة الأخيرة توقّفت أنثروبولوجيا الشرق عند مقولة “أنثروبولوجياالإسلام” جراء ما يستبطنه أتباع هذا الدين من مشاعر جامعة، وما يحتكمون إليه من نظام قيمي متشابه. ما طرح بشكلٍ جاد النظر في مفهوم الأمة التي ينعتها أوغو فابييتي بـ”أمة المشاعر الجامعة”. فبرغم التمزق الذي يميز هذه الكيان الهائل تبقى وحدة المشاعر حاضرة في مكوناته، أحيانًا بشكل هادئ وأخرى بشكل متوتر ضد”عنصر الإزعاج” الخارجي، أكان بسبب كتاب أو رسوم كاريكاتورية أو عدوان. تلك الوحدة أيا كانت دوافعها، دعّمت في أوساط الباحثين الحاجة إلى الحديث عن”أنثروبولوجيا الإسلام” كما الشأن مع جون باون، وإلى حدّ الحديث عن”الأنثروبولوجيا الإسلامية” مع عبد الله أحمد النعيم.
وفي تتبّع أوغو فابييتي لمظاهر التحول التي يشهدها العالم العربي، يتناول التعاطي مع الماضي كبعدٍ أنثروبولوجي، مستعرضًا حالة مصر التي يتمحور استدعاء الماضي فيها حول المثلث العربي الإسلامي الفرعوني؛ في حين يتمحور ذلك الماضي في العراق حول التاريخ المجيد السابق للإسلام بوجهيه الآشوري والبابلي إبان حكم صدام، وفي شمال إفريقي افهو يبدو في الجزائر في إحياء الرموز التاريخية، وقد بدا ذلك جليًا منذ عَقد “المؤتمر الدولي حول الفيلسوف الجزائري القديس أوغسطين” سنة 2001، بوصف الرجل من أعمدة الهوية الأمازيغية قبل الإسلام. وهذا الاستدعاء للماضي ليس في البلدان العربية فحسب، بل تشهده جملة من البلدان، في تركيا وإيران وأفغانستان. ويلاحظ الكاتب أن ذلك التوجه كان مدعاة للتوتر في أوساط الإسلام السياسي الباحث عن التمحور حول الهوية الدينية لا غير، فكان أبرز تجليات ذلك تحطيم تماثيل بوذا فيباميان بأفغانستان، وتدنيس أضرحة الأولياء في تموبكتو بمالي، أو ما يقترفه “تنظيم الدولة الإسلامية” راهنًا في سوريا والعراق من إتلاف للآثار باعتبارها لا تتّسق مع النقاوة العقدية.
يخصّص المؤلف أربعة فصول، وهي الرابع والخامس والسادس والسابع، لتناول بنية العلاقات الاجتماعية في دول الشرق المتمحورة حول القرابة. فهناك عاملٌ قويٌّ في تحديد الهوية يدور حول التحدر والنسب يطغى في المنطقة. فقد لفتت صلة القرابة المتينة أنظار الأنثروبولوجيين، وبدت شكلاً من أشكال الترابط “غير العادي”، ماقاد إلى تناول موضوع الزواج الداخلي وآثاره الاجتماعية والاقتصادية؛ لكن ذلك الطابع “المنغلق” للعلاقات، كما يلاحظ فابييتي، بدأ يتسرّب إليه الانحلال في الحواضر الكبرى وإن حافظ على حضوره في القرى والأرياف. وقد جرّ موضوعُ القرابةِ الدراسات الأنثروبولوجية إلى تناول الحاضنة القبلية والعروشية (في الأوساط المغاربية) لما لذلك الإطار من تأثير في بينة التركيبة الاجتماعية. يشير فابييتي إلى أن لويس هنري مورغن كان أول من استعمل مفهوم القبيلة في مؤلف له صادر سنة1851، حين تناول التنظيم الاجتماعي السياسي للهنود الحمر الإيروكواس، وهو من دشن ما يُعرف بدراسة “المجتمعات البدائية”، مصنفًا إياها “قبَلية”على نقيض “المتحضرة”، وهو ما بلغ صداه منطقة الشرق. فقد رسخت تلك التصنيفات تمايزات حادة في التصورات الغربية بين “المتحضرين” نحن و”البدائيين” هم، كما يقول فابييتي. ولا تزال هذه التصنيفات فاعلة برغم آثار الحداثة القوية في الشرق، فثمة القبَلية بمدلولها السلبي تبقى راسخة في المنظور الغربي.
وضمن هذا التعاطي القبَلي مع المجتمعات الشرقية، يُبرز مؤلف الكتاب أن حرص الإثنوغرافيين الفرنسيين، إبان الحقبة الاستعمارية، على تجميع المعلومات الإثنية، كان محكومًا بالتقسيم الكلاسيكي لإميل دوركهايم القائم على “تضامن عضوي”متأسس على انضواء إرادي، يعي فيه الفرد دوره الاجتماعي، ما يؤدي به إلى استبطان القواعد والقيم العامة للعيش معًا بمعنى اجتماعي. وإلى “تضامن ميكانيكي” متأسس على الانضواء اللامشروط للأفراد إلى قيم معيارية داخل تجمعات قَبَلية تجنح نحو الانسجام في سلوكاتها، ونحو التشارك الإلزامي في قيم جامعة.
عند هذه النقطة يستعيد الباحث مفهوم الجماعات الإثنية والحدود الإثنية، مبرزًا توظيف هذا العنصر من قِبل القوى الغربية للسيطرة على الشرق، وتواصل هذه التقسيمات إلى الراهن. فالفرنسيون لم يتوانوا في ترسيخ جملة من المزاعم ضمن مطامحهم في إنشاء “الظهير البربري” في مقابل العرب في بلاد المغرب، وترويج مقولة إن الأمازيغ جماعة تمتح حضاريًا من معين روماني متميز بتراث الديمقراطيات المتوسطية القديمة، تتطلع إلى الفضائل السياسية على نقيض فساد نظرائهم وطغيانهم. المسلك ذاته سلكه البريطانيون بهدف خلق تباينات بين الجماعات البشرية في المشرق ضمن سياسة الحكم غير المباشر (Indirect Rule) ص:152.
ولكنّ فابييتي يبرز واقع التداخل بين هذه المكونات الإثنية، فليس كل من تكلّم الأمازيغية هو أمازيغي العرق، وليس كل من تكلم العربية هو متحدر من أرومة عربية. فهناك تمازج اجتماعي في بلاد المغرب غالبًا ما تطمسه الدراسات الأنثروبولوجية وتتغاضى عنه. بلغ ذلك التلاعب بالهوية حدًا فجًّا، كما يورد فابييتي، باعتبار هوية الأمازيغ ذات طابع “جمهوري” و”ديمقراطي”، في حين في أوساط العرب فهي”طغيانية” و”تسلطية” (ص: 157)، ليخلص الباحث إلى أن التمايزات في بلاد المغرب ليست نتاج اختلافات لغوية أو ثقافية، بل هي نتاج توترات ما بعد استعمارية.
في الفصول الثلاثة الأخيرة من الكتاب، المخصَّصة لقضايا حديثة، المرأة والإعلام والإسلام المعاصر، يبرز مدى تجذر صورة المرأة الشرقية المضطَهدة في التصورات الغربية، حيث يتمّ استحضار تقليد ختان النساء الجاري في بعض المناطق، وهو كما يبين فابييتي يخضع للتوظيف الإعلامي ولا يستند إلى بحث موضوعي. كما يشير الباحث أن عدم المساواة بين الجنسين موجود أيضا في الغرب ولكنه مطموس، وإلا لما كان ثمة داع لإنشاء “وزارات تساوي الفرص”، المكلَّفة بالحدّ من عدم التفاوت بين الجنسين. وفي نقد التلاعب الغربي بموضوع المرأة الشرقية، يستعيد الباحث انتقادات الباحثة المصرية الأمريكية ليلى أحمد التي تسلط الضوء على المسألة. فالمندوب البريطاني اللورد كرومر مع نهاية القرن التاسع عشر كان من أكبر المحرِّضين على السفور في مصر، وفي الوقت ذاته كان رئيس رابطة رجالية تعارض مشاركة النساء في الانتخاب في إنجلترا.
من جانب آخر يتناول الكتاب ظاهرة الأوليائية في البلاد العربية، التي تطورت إلى حدّ يقارب العبادة، حتى باتت تثير انتقادات الإسلام الفقهي، من خلال التعرض لحالتي المغرب واليمن. حيث يلحظ أن التقديس يتجاوز حيز دين بعينه ليغدو عابرًا للأطر العقدية. فأضرحة الأولياء اليهود والمسلمين تلقى توقيرًا من الطرفين، ملمِّحًا إلى أن الظاهرة تتواجد في مصر بإجلال بعض القدّيسين وفي الأردن مع سان جورج (الخضر).
تبقى أهمية كتاب فابييتي في تعاطيه النقدي مع الدراسات الغربية بشأن أنثروبولوجيا الشرق مبرزًا ما تخللتها من هنات، وهو ما يمثل إضافة قيّمة في حقل يشهد تطورات في الغرب.