أنقرة (زمان التركية)ــ أعلنت تركيا مواصلة عملياتها العسكرية على الجانب الآخر من الحدود شمال العراق “طالما إستمر تواجد التنظيمات الإرهابية” في تحدٍ للاحتجاج الذي أعلنته بغداد.
وردًا على احتجاج العراق على القصف الذي نفذه سلاح الجو التركي في 13 ديسمبر/كانون الأول في شمال العراق بزعم استهداف عناصر من حزب العمال الكردستاني، أصدر الناطق باسم وزارة الخارجية التركية حامي آقصوي بياناً خطياً جاء فيه “إن مثل هذه العمليات ستستمر ضمن إطار مكافحة الإرهاب طالما إستمر تواجد التنظيمات الإرهابية في هذه المنطقة”.
وزعم البيان أن “العمال الكردستاني” يستخدم الأراضي العراقية المتمركز فيها منذ سنوات طويلة قاعدةً لتنفيذ إعتداءات ضد تركيا.
وقال ” نتيجة هذه الإعتداءات قُتل عشرات الآلاف من مواطنينا. و إن نشاطات تنظيم (بي كي كي) الإرهابي في الأراضي العراقية والسورية صارت تُشكل مسألة أمن قومي بالنسبة لتركيا”.
وأضاف البيان أنه تم حتى الآن تذكير الحكومة العراقية مراراً بضرورة الوفاء بمسؤولياتها حيال منع نشاطات تنظيم (بي كي كي) الإرهابي داخل العراق. وفقا لموقع التلفزيون التركي الرسمي (TRT).
وقدم العراق احتجاجًا رسميًا إلى تركيا على الخروقات المتكررة لمجاله الجوي، واستدعى سفير أنقرة في بغداد بعد قصف طال شمال البلاد.
واستدعت وزارة الخارجية العراقية أمس الجمعة سفير تركيا لدى بغداد فاتح يلدز وسلّمته مذكرة احتجاج على الضربات الجوية التي شنتها تركيا على مناطق في شمال العراق.
وأعلنت الخارجية العراقية في بيان أنها “تستنكر ما قامت به الطائرات التركية من خرقٍ للأجواء العراقية، واستهداف للعديد من المواقع في منطقتي جبل سنجار ومخمور شمالي العراق، التي أوقعت خسائر في الأرواح والممتلكات”.
وأضافت الوزارة في بيانها “أن مثل هذه الأعمال تعدُ انتهاكاً لسيادة العراق وسلامة أمنه ومواطنيه وعملاً مرفوضاً على الصُعد كافة، بما يتنافى ومبادئ حسن الجوار التي تجمع البلدين”.
وكررت الخارجية العراقية “رفضها استخدام الأراضي العراقية مقراً أو ممراً للقيام بأعمال تنعكس على أمن دول الجوار والأشقاء” في إشارة إلى إيران وسوريا.
ودعت خارجية العراق الجانب التركي “للالتزام بذلك حفاظا على علاقات الصداقة بين البلدين”.
وأعلن مصدر حكومي عراقي يوم الجمعة أن المقاتلات التركية قصفت مواقع بإقليم كردستان العراق.
وقال أمدير حسان عبد القادر مدير قضاء “سيدكان” 150/ كلم شمال أربيل/ لوكالة الأنباء الألمانية إن “المقاتلات التركية استهدفت، اليوم -الجمعة- منطقة خواكورك ومرتفعات قرية خليفان التابعة لبلدة سيدكان بحجة قصف مواقع لحزب العمال الكردستاني “.
وأضاف “لا توجد خسائر في الأرواح، ولكن توجد خسائر مادية بسبب القصف”.
وقال الجيش التركي على تويتر إنه نفذ ضربات جوية في شمال العراق اليوم الجمعة قتل خلالها ثمانية مسلحين ينتمون لحزب العمال الكردستاني المحظور.
وذكر الجيش أن الضربات استهدفت عدة مناطق في شمال العراق منها زاب وهاكروك وهفتانين.
وذكر وزير الدفاع التركي خلوصي آكار اليوم السبت أن المقاتلات التركية دمرت يوم أمس 30 هدفا، فيما قالت وكالة أنباء الأناضول الرسمية التركية إنه تم استخدام أكثر من 20 طائرة مقاتلة بالإضافة الى طائرات بدون طيار وطائرات لإعادة التزود بالوقود في العملية .
وكان وزير الداخلية التركي، سليمان صويلو، قال الجمعة، “إنه لم يتبق سوى 700 إرهابيًا في الجبال، مؤكدًا عزم بلاده مواصلة مكافحتهم داخل الحدود وخارجها”.
وارتفع مؤخرًا بحسب تقرير صحفي تركي عدد القواعد العسكرية التي أسسها الجيش التركي في شمال العراق منذ مارس/ آذار هذا العام بهدف العمليات العسكرية ضد تنظيم العمال الكردستاني الانفصالي إلى 15 قاعدة.
وكانت صحيفة (حريبت) التركية قالت الشهر الماضي إن الجيش التركي الذي يمتلك 12 قاعدة عسكرية مؤقتة يتوغل أكثر أكثر شمال العراق، مبتعدا عن الحدود التركية مؤسسا ثلاث قواعد جديدة.
وبهذه القواعد الجديدة بات الجيش التركي متوغلا في الأراضي العراقية حوالي 30 كيلومتر، بعد أن كان الجيش التركي قد شن حملات في عمق 22 كيلومتر بشمال العراق اعتبارا من يونيو/ حزيران الماضي.
جاء الهجوم التركي بعد يوم من إعلان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان التجهيز لشن عملية عسكرية في منطقة شرق الفرات شمال سوريا، لإجبار أكراد سوريا المدعومين أميركيا على الخروج من المنطقة.