لندن – (زمان التركية)ــ أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان أنّ تحضيرات تجري من قبل الفصائل السورية المدعومة من تركيا، للبدء بعملية عسكرية في منطقة شرق الفرات شمال سوريا، قالت تركيا أنها ستنطلق قريبًا.
يأتي ذلك عقب إعلان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أمس الأربعاء أنّ بلاده ستبدأ عملية عسكرية في شرق الفرات بغضون أيام قليلة، في خطوة قد تزيد من تعقيد العلاقات مع الولايات المتحدة.
ويأتي إعلان أردوغان متزامنا مع كشف “البنتاجون” عن إنجاز أميركي سريع لنقاط المراقبة على طول الحدود السورية التركية بهدف الفصل بين القوات الكردية والجيش التركي، وهذا ما كانت تركيا قد رفضته بشدّة، لكنّ الولايات المتحدة ضربت عرض الحائط بالمطالب التركية.
وقال المرصد السوري أن حصل على تفاصيل حول عملية شرق الفرات المرتقبة، من قياديين في فصائل مقربة من تركيا، والتي أفادت أن الفصائل المسلحة استكملت عمليات تحضيرها لعملية عسكرية بقيادة تركيا في شرق الفرات.
كما أكد القادة للمرصد أنهم بانتظار أوامر “إخوانهم الأتراك” للانطلاق بالعملية التي وصفوها بأنها “ستمتد من الفرات حتى الحدود العراقية”.
ومن ناحية أخري تعمل القوات الأميركية على إقامة قاعدة عسكرية في منطقة بئر عاشق، الواقعة في المنطقة ما بين شرق مدينة تل أبيض، وغرب بلدة سلوك القريبة من الحدود السورية – التركية، حيث تجري عملية تجهيز القاعدة بالمعدات العسكرية واللوجستية والاتصالات، ليصل إلى عدد القواعد التي أقامها التحالف الدولي في مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية إلى 19 قاعدة.
ومن جانبها قامت المخابرات التركية بنقل أكثر من 1200 مقاتل من الفصائل المدعومة من تركيا من مناطق سيطرتها في الشمال السوري إلى داخل الأراضي التركية على أن يتم نقلها إلى محاور مقابلة لشرق الفرات، وجرى نقلهم على متن حافلات تركية، من منطقة عفرين عبر لواء إسكندرون والأراضي التركية، إلى مناطق أكدت المصادر للمرصد السوري أنها تقابل منطقة سيطرة قوات سوريا الديمقراطية في شرق نهر الفرات، أو في الضفاف الغربية لنهر الفرات ضمن مناطق سيطرة قوات عملية “درع الفرات”.
كما أبلغت المخابرات التركية الفصائل بضرورة التأهب والاستعداد التام من أجل العملية العسكرية القادمة، والتي تعتزم تركيا تنفيذها ضد قوات سوريا الديمقراطية التي يشكل وحدات حماية الشعب الكردي عمادها الرئيسي، والتي تشمل الشريط الممتد من الضفة الشرقية لنهر الفرات حتى الضفة الغربية لنهر دجلة.
وكانت تركيا قد استعانت بفصائل مسلحة سورية خلال عمليتي “درع الفرات” وغصن الزيتون” في شمال سوريا.
وأفادت المرصد السوري أن المخابرات التركية عمدت إلى توجيه الكلام للفصائل جميعها وخصت منها تلك التي ينحدر مقاتلوها من مناطق من محافظات دير الزور والرقة والحسكة، لخلق فتنة بين العرب والأكراد في المنطقة، كما ستعمد القوات التركية إلى زج مقاتلين أكراد موالين لها في معركة شرق الفرات القادمة كي لا تظهر نيتها في خلق هذه الفتنة.
يذكر أن الرئيس التركي أردوغان قال في تصريح له أمس خلال قمة الصناعات الدفاعية التركية “سنبدأ العملية لتطهير شرق الفرات من الإرهابيين الانفصاليين خلال بضعة أيام. هذا وأكد أردوغان أنه لم يعد هناك تهديد يدعى ” داعش” داخل سوريا، مشيرا إلى أن الهدف من العملية -على شرق الفرات- ليس استهداف الجنود الأمريكان بل استهداف عناصر التنظيم الإرهابي.