تقرير: يوكسل جلبنار
أنقرة (زمان التركية)- قبيل الانتخابات البلدية المقرر إجراؤها في مارس/ أذار 2019، هدد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اليوم الخميس مجددًا بأن حكومته ستطلق مبادرات جديدة في الخارج للتصدي لتمويل المتعاطفين مع ملهم حركة الخدمة التركية فتح الله كولن المقيم في الولايات المتحدة.
وأدلى أردوغان بهذه التصريحات خلال إعلانه “مشروع مائة يوم” في العاصمة التركية أنقرة، وذلك بعد أيام قليلة من اعتراف وزير العدل التركي عبد الحميد جول بعدم قبول أي دولة في العالم اتهام حركة الخدمة بالإرهاب، قائلاً: “لم تعترف أي دولة في العالم بأن حركة الخدمة منظمة إرهابية، ولم تستجب لمطالبنا الخاصة بتسليم أعضائها”، في تصريحات لصحيفة “حريت”.
وكانت السلطات التركية قد صادرت جميع ممتلكات الشركات والمؤسسات الربحية وغير الربحية التابعة لحركة الخدمة وممتلكات الأشخاص المتعاطفين معها من مدارس ومستشفيات وجمعيات خيرية عقب محاولة الانقلاب التي شهدتها تركيا عام 2016.
واتهمت حكومة حزب العدالة والتنمية بقيادة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان حركة كولن بالوقوف وراء الانقاب الفاشلة، رغم عديد تأكيد عديد من التقارير الاستخباراتية الدولية على براءتها من هذه التهمة.
هذا ونفى المفكر الإسلامي التركي فتح الله كولن جميع الاتهات الموجهة إلى الحركة، وطالب بفتح تحقيق دولي حول الانقلاب، فيما رفضت السلطات التركية هذا الطلب.
وكانت السلطات التركية قد صادرت عقب الانقلاب مؤسسات إعلامية عملاقة كانت الأكثر رواجا ومتابعة على مستوى تركيا، بينها مجموعة سامانيولو الإعلامية بقنواتها المختلفة في مجال الأخبار والثقافة والدين، ومجموعة فضاء الإعلامية، التي كانت تضم عديدًا من الصحف، أهمها صحيفة زمان اليومية، بالإضافة إلى مجموعة شركات كوزا-إيبك، المملوكة لرجل الأعمال حمدي أكين إيبك، وهي أيضًا كانت تضم مؤسسات إعلامية مرموقة، بينها قناتان تلفزيونيتان وصحيفتان يوميتان.
وطالبت مؤخرا السلطات التركية بريطانيا بتسليم رجل الأعمال أكين إيبك إلى تركيا بتهمة الانتماء إلى تنظيم إرهابي، فيما رفضت المحكمة البريطانية هذا الطلب، معتبرة الطلب سياسيًّا لا يستند إلى أسباب وأدلة قانونية.
وأخيرا كشف تحقيق صحفي لتسع منظمات إعلامية، من ثماني دول تديرها منظمة “كوريكتيف”، وهي هيئة ألمانية غير ربحية متخصصة في الصحافة الاستقصائية، عن قيام نظام أردوغان بعمليات عمليات اختطاف وتعذيب للمعارضين في داخل تركيا وخارجها، بالإضافة إلى تأكيد التحقيق وجود سجون سرية يمارس فيها التعذيب على المختطفين من أجل انتزاع اعترافات.
وسلط التحقيق الذي نشره أمس عديد من القنوات الأوروبية والعربية، الضوء على إحدى هذه الحالات، حيث قال إن طائرة تحمل اسم هبطت TC-KLE في بريشتينا عاصمة كوسوفو، وبعد ساعتين، أقلعت بـ 6 مواطنين أتراك بمن فيهم 5 معلمين، ونقلوا قسرًا إلى قاعدة جوية في أنقرة.
ووفقًا لمسؤولين أتراك كبار، أعادت تركيا حتى الآن 100 شخص لهم صلة بحركة جولن، من 18 دولة مختلفة. والانتهاكات وثقها عديد من منظمات دولية معنية بحقوق الإنسان، وعلى رأسها الأمم المتحدة ومنظمة العفو الدولية ومحكمة حقوق الإنسان الأوروبية.
جدير بالذكر أن موقع “أودا تفي” (Odatv) الإخباري، الذي يعد أكبر المنافذ الإعلامية التابعة لتنظيم أرجنكون، الموصوف في تركيا بالدولة العميقة، الذي عقد تحالفًا مع نظام أردوغان بعد أن بات في زاوية ضيقة عقب الكشف عن فضائح الفساد والرشوة التاريخية في 2013 قد كشف مؤخرًا عن اجتماع خطير عقده مجموعة من كبار موظفي الأمن والقضاء والسياسة.
وكان المشاركون في هذا الاجتماع أكدوا على أنه: “يجب علينا أن لا ننسى أننا في حرب مع منظمة فتح الله غولن تستمر لعدد من الأجيال القادمة، لقد حققنا انتصارا نسبيا في المرحلة الأولى، إلا أنه يجب أن لا يغيب عن بالنا أن هذه الحرب ستستمر”، الأمر الذي يكشف أن أردوغان يعتبر عملياته ضد حركة الخدمة “حربًا ستستمر لعدة أجيال قادمة” وليس عملية في الإطار القانوني والدستوري.