القاهرة (زمان التركية) – انعقد في العاصمة السعودية الرياض أمس الأربعاء الاجتماع الوزاري التشاوري لبحث سبل التعاون والتنسيق بين الدول العربية والإفريقية المشاطئة للبحر الأحمر.
وأكد وزير الخارجية المصري سامح شكري خلال الاجتماع، على أهمية تعزيز التعاون والتكامُل الاقتصادي بين الدول المشاطئة للبحر الأحمر في كافة المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية، منوهًا بوجود العديد من فرص التعاون بين دول المنطقة، التي تتطلع مصر إلى استثمارها من أجل غدٍ أفضل لشعوب المنطقة.
ومن المقرر أن تستضيف القاهرة الاجتماع القادم لهذه الدول قريبا لاستكمال المناقشات ووضع النقاط الأساسية لهذا التعاون والتنسيق.
في هذا الصدد، أكد الكاتب الصحفي والمتخصص في العلاقات الدولية الأستاذ “نبيل نجم الدين”، خلال لقاء مع قناة النيل المصرية، على أهمية عقد الدول المتشاطئة للبحر الأحمر لمثل هذه الاجتماعات.
وأشار إلى الأهمية الاستيراتيجية للبحر الأحمر لدول شرق آسيا وأوروبا وأمريكا الشمالية، لأن هذا الممر الملاحي يقصر المسافة ويقلل تكاليف التجارة الدولية عوضاً عن اتخاذ طريق رأس الرجاء الصالح، حيث تشير الأرقام إلى أن 60% من احتياجات أوروبا من الطاقة و25% من احتياحات الولايات المتحدة للطاقة وحوالي 65% من التجارة الصينية تمر بالبحر الأحمر.
وتناول الأستاذ “نجم الدين” في حديثه أهمية أمن البحر الأحمر ومضيق باب المندب للمنطقة، في ظل التحديات والمشكلات التي تواجهها الدول المشاطئة للبحر، وأشار إلى أنه سبق أن تناول القضية في مقال له منذ أكثر من 10 أعوام، وأن ما كان يثير دهشته خطف ناقلات النفط والسفن التجارية العملاقة قبالة السواحل الصومالية من قبل العصابات الصومالية في ظل وجود الأسطول التالث والأساطيل البريطانية والفرنسية الثابتة في مياه البحر الأحمر، ووصل نجم الدين إلى نتيجة، وهي أن ما كان يحدث قبال السواحل الصومالية كان بمثابة إنذار كبير للدول المتشاطئة للبحر الأحمر.
وانتقل بحديثه إلى مصر التي اعتبرها أكبر الدول الواقعة على البحر الأحمر والتي تدرك أهمية حماية البحر الأحمر ومضيق باب المندب والأطماع الخارجية، والتي برز دورها عندما تمكنت البحرية المصرية في إفشال محاولة إيرانية للسيطرة على مضيق باب المندب أواخر 2016.
ورأى الأستاذ نجم الدين أنه إذا نجحت الدول المجتمعة في تعزيز التعاون بينها في المجالات الأمنية والاقتصادية ستعود بفائدة كبيرة جدا على الجميع، وعول -الأستاذ نجم الدين- هذا التنسيق على القاهرة والرياض باعتبارهما أكبر الدول المطلة على البحر الأحمر من حيث المساحة والإمكانيات.
ويأمل نجم الدين أن يقوم اتحاد بين تلك الدول العربية والإفريقية يكون بمحاذات الاتحاد الأوربي الذي بدأ عام 1955 باتفاقية روما الاقتصادية.
ويمكن تحقيق ذلك إذا قدمت دول الممر البحري ودول الخليج القادرة على المساعدة للدول غير القادرة، من خلال فتح أبوابها لعمالتها وبالذهاب باستثماراتها لخلق نواة قوية ليس فقط للبحر الأحمر بل للمنطقة كلها.
وختم نجم الدين حديثه قائلا: “إن حتمية نجاح هذا الاتحاد متوفرة، وإن نجاح مثل هذا الاتحاد سيكبح الطموح التركي الذي وصل لجزيرة سواكن في السودان والطمع الإيراني في البحر الأحمر، لذا يجب التكاتف للتصدي لمثل هذه التدخلات الإقليمية”.