أنقرة – (زمان التركية) ــ تستمر تركيا في تهديداتها بشأن اجتياح شرق الفرات السوري، من أجل إخراج قوات سوريا الديمقراطية منه، كما فعلت سابقاً في منطقتي عفرين وريف حلب من خلال عمليتيها العسكريتين؛ غصن الزيتون، ودرع الفرات، وذلك على الرغم من الإعلان الأمريكي مؤخًرا عن نشر نقاط مراقبة شمال سوريا.
وفي هذا الصدد قال فؤاد أوقطاي، نائب الرئيس التركي، مساء الاثنين “إن بلاده نجحت بالتصدي لحدوث أزمة إنسانية كبيرة في إدلب، من خلال اتفاقها مع روسيا، وأن أنقرة تولي أهمية لكسر الممر الإرهابي المراد تشكيله شرق الفرات”.
وأفاد أوقطاي، وفق وكالة الأناضول الرسمية، أن “تنظيم داعش الإرهابي تعرض لهزيمة نكراء من خلال عملية درع الفرات، كما أن عملية غصن الزيتون أفسدت اللعبة التي يتم وضعها من خلال تنظيم بي كاكا
يذكر أن القوات التركية استطاعت بمساعدة فصائل “الجيش السوري الحر” خلال عملية “درع الفرات”، الاستيلاء على مناطق من الريف الشمالي لمحافظة حلب، بينها مدينتي الباب وجرابلس، من تنظيم “داعش” الإرهابي، في الفترة أغسطس/ آب 2016 ومارس/ أذار 2017، ما أتاح لآلاف السوريين العودة إلى ديارهم.
أضف إلى ذلك سيطرت القوات التركية علي منطقة عفرين بالكامل، عبر عملية “غصن الزيتون”، بعد أن أخرجت عناصر قوات الحماية الشعبية الكردية منها، بعد 64 يوما من انطلاقها في ينانير/ كانون الثاني.
وكانت الولايات المتحدة أعلنت أنها ستنشر نقاط مراقبة عسكرية شمال سوريا على الحدود مع تركيا. وتقول واشنطن إن الهدف هو الحد من التوتر بين القوات التركية والمسلحين الأكراد المدعومين من قبلها.
وكشفت مصادر أن القوات التابعة للولايات المتحدة الأمريكية ستنشئ خمس نقاط ارتكاز ومراقبة في كل مدينة على الحدود السورية التركية، والتي تقع تحت إدارة قوات سوريا الديمقراطية.
ومن المنتظر أن يتم إنشاء نقاط الارتكاز والمراقبة في المدن الواقعة في شمال سوريا، والواقعة تحت سيطرة قوات سوريا الديمقراطية، وستتولى مهام المراقبة فيها عناصر من وحدات حماية الشعب الكردية.
وبحسب المعلومات التي تم الحصول عليها من مصادر بتنظيم وحدات حماية الشعب الكردية التابعة لقوات سوريا الديمقراطية، التي تعتبرها تركيا ذراعًا عسكريا لحزب العمال الكردستاني في شمال سوريا، سيتم تأسيس خمس نقاط مراقبة في مدن: عين العرب (كوباني) وتل أبيض ورسولين وقميشلي وعمودا ودريك والدرباسية. وسيقوم بعملية التأمين بها عناصر تابعة لتنظيم وحدات حماية الشعب الكردي والقوات الأمريكية المشاركة ضمن قوات التحالف الدولي لمحاربة تنظيم داعش في سوريا، وسيتم تدعيمها بدوريات سيارات مدرعة.
وكانت تركيا أبدت في وقت سابق رفضها خطة الولايات المتحدة لنشر نقاط مراقبة عسكرية شمال سوريا على الحدود مع تركيا.
ويأتي الرفض التركي لنشر نقاط مراقبة عسكرية أمريكية شمال البلاد، رغم التعاون المشترك في منبج شمال سوريا وتسيير دوريات عسكرية تركية بجانب الأمريكية في المدينة التي يتواجد بها عناصر وحدات حماية الشعب الكردية.
وفي شأن متصل كانت صحيفة “يني شفيق” التركية قالت إنه تم رصد تحركات عسكرية سعودية إماراتية بمنطقة شرق الفرات بالقرب من الحدود التركية، وذلك في الوقت الذي تهدد فيه أنقرة بشن عملية ضد “وحدات حماية الشعب” الكردية في المنطقة. بنما نفت من جهتها السفارة السعودية في تركيا وجود أي قوات تابعة للمكلة في سوريا.
وقالت الصحيفة إن المعلومات المتوفرة لديها تشير إلى انتشار القوات السعودية والإماراتية في مناطق شرق الفرات تحت غطاء القوات الأمريكية الموجودة هناك في إطار عمليات التحالف الدولي ضد تنظيم “داعش”.