القاهرة (زمان التركية) – قبل أسبوعين كان قلب العاصمة أنقرة على موعد مع الغضب تزامنًا مع احتجاجات فرنسا، تشجع خلالها الأتراك على التنديد بسياسات حزب العدالة والتنمية الحاكم التى أدت إلى تردى أوضاعهم المعيشية، وفى الوقت الذى تعالت فيه صرخات المتظاهرين تهز ميدان “ألوس” الشهير غابت الفضائيات وتوارت الأقلام -في تركيا- بعد أن أصبحت غالبية وسائل الإعلام تحت قبضة حكومة الرئيس رجب طيب أردوغان.
جاء هذا في مقال للكاتب الصحفي “سيد عبد المجيد” بجريدة الأهرام المصرية تناول فيه تخاذل وسائل الإعلام التركية عن تغطية التظاهرات ضد نظام أردوغان وسط أزمات اقتصادية نالت من الشعب التركي.
وأشار “عبد المجيد” إلى أن جميع المؤشرات تبرهن أن الاقتصاد التركى ماضٍ فى كبوته، وسط مناخ يسيطر عليه غياب القانون من أجل التستر على طرق النمو الخاطئة التى هى السبب الحقيقى فى جنوح معدلات التضخم التى سوف تستمر فى ارتفاعها لتدحض ما روج له براءت ألبيراك صهر الرئيس رجب طيب أردوغان ووزير خزانته وماليته الذى توقع انخفاضها الى 15.9% فى نهاية عام 2019
كما أوضح عبد المجيد أن تركيا الأن تعاني من فجوة إجتماعية تظهر بوضوح في مظاهر التبذير والإسراف التي يقودها رئيس الجمهورية نفسه فى الموارد المالية و التى تم توفيرها من خلال الاقتراض.
ومن ناحية أخري تدنت دخول قطاعات عريضة من المواطنين مع سقوط الليرة وضعفت القدرات الشرائية بصورة غير مسبوقة، وهنا تعالت الشكاوى المنذرة بموجات احتقان عكستها مظاهرات “ألوس” الأخيرة التى قد تعقبها احتجاجات أخرى وفقا لمراقبين خاصة مع استمرار عجز مواطنين عن سداد ما عليهم من ديون نتيجة السحب على المكشوف لبطاقات الائتمان نتيجة رفع الفائدة على القروض الاستهلاكية بأكثر من 30 بالمئة، وهو ما دعا أحد الموظفين أن يقول “أرى المستقبل قاتما أمامى بلا أى أمل ، لقد وصلنا إلى نقطة نعجز فيها عن الخروج من المنزل، مررت بتجربة البطالة من قبل، والآن لا أجد سبيلا للخروج مما أنا فيه”.
وكما ذكر عبد المجيد أن غالبية الشعب التركي، تتفق على تحميل أردوغان مسئولية هذا الانهيار الاقتصادي، ومن ثم فهو ليس بمنأى عن حركة السترات الصفراء التى حتما ستتجاوز حدود فرنسا وأوروبا لتتجه إليه، ومن المفارقات فى هذا السياق ما تناقلته مواقع تواصل اجتماعى اشارت إلى مشاركة مواطن تركى فى مظاهرات باريس ونقلت عنه قوله : « ماكرون سيرحل والطيب أردوغان أيضا سيلحقه!”.