باريس (زمان التركية)ــ هاجم برلماني فرنسي عن الحزب الحاكم صمت بلاده فيما يتعلق بتصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان حولا الأوضاع الداخلية في فرنسا نتيجة احتجاجات “السترات الصفراء”.
وكانت تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب استرعت انتباه وزير الخارجية الفرنسي وقام بالرد عليها، بينما لم يهتم بالمقابل بتصريحات الرئيس التركي.
وغرد النائب يواكيم سون فورجيه على تويتر السبت، ردّا على انتقادات أردوغان لطريقة تعامل الشرطة الفرنسية مع المُحتجين وما وصفه بازدواجية موقف فرنسا من استخدام القوة ضد المتظاهرين في الداخل والخارج، قائلا: “هذا الرجل يجب ألا نقول له شيئا؟… اللباقة السياسية ستقتل فرنسا التي لم تعد قادرة على التصدي لأمر غير منطقي، والتي لا تجرؤ على الدفاع عن أفكارها وبشدّة إذا لزم الأمر”. وفقا لما نقل موقع “روسيا اليوم”.
وكان وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان انتقد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، لعدم التدخل في شؤون فرنسا الداخلية على خلفية احتجاجات “السترات الصفراء”، إلا أنّه لم يُشر نهائياً لتصريحات الرئيس التركي.
وقال لودريان في تصريحات صحفية الأحد: “لا نتدخل في السياسة الداخلية الأميركية ونريد معاملتنا بالمثل. دعونا نعيش حياتنا الوطنية”.
تصريحات لودريان، جاءت ردّا على تعليقات للرئيس الأميركي على أحداث فرنسا، ربط فيها بين الاحتجاجات الأخيرة واتفاق باريس للمناخ، داعيا لإنهاء هذا الاتفاق الذي وصفه بالسخيف والمكلف جدا، وإعادة الأموال المخصصة له للمواطنين الفرنسيين.
من جهته كان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اتهم الدول الأوروبية بازدواجية المعايير، على خلفية تصاعد احتجاجات “السترات الصفراء” في فرنسا، مُعتبراً أنها فشلت في امتحان الديمقراطية.
وقال أردوغان: “ترون الآن وضع من التزموا الصمت حيال الذين حاولوا تلطيخ شوارعنا بالدم وإحراقها بالنار”، في إشارة إلى محاولة الانقلاب العسكري الذي شهدته تركيا عام 2016.
وأضاف: “انظروا ماذا تفعل شرطة هؤلاء الذين كانوا يهزأون بشرطتنا ويتهمونها بالقمع” أثناء إخماد المحاولة الانقلابية.
وشهدت العلاقات التركية الفرنسية توتراً كبيراً هذا العام، وذلك على الرغم من مُشاركة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مؤخراً في القمة الرباعية التي استضافتها تركية حول سوريا، وذلك نتيجة الموقف الفرنسي الداعم للأكراد، فضلاً عن ملفات الديمقراطية والحريات وحقوق الإنسان في فرنسا.
وفي نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي أثار وزير الخارجية الفرنسي غضب أنقرة عندما اتهم الرئيس التركي بشكل مباشر بأنه يمارس لعبة سياسية فيما يتعلق بقضية مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي.