إسطنبول (زمان التركية) – يبدو أنّ الإعلام التركي أصبح ناطقا رسمياً باسم أمير قطر، إن لم يكن هو المُوجّه الفعلي لعدد من أهم القرارات والسياسات في الدولة العربية الخليجية.
ويتجلى ذلك في انفراد وكالة أنباء الأناضول التركية السبت بخبر يؤكد عدم مُشاركة الشيخ تميم بن حمد في القمة الخليجية المُقرّرة اليوم الأحد في الرياض، بالإضافة الي مُهاجمة القمة نفسها والسعودية والإمارات بشكل خاص.
وذكرت الأناضول أنّ أمير قطر لن يشارك في القمة الخليجية الـ39، وإنّه يُنتظر أن يمثل دولة قطر وزير دولة، وذلك نقلا عن مصدر قطري مسؤول طلب عدم الكشف عن هويته، وفقاً للوكالة الحكومية.
يذكر أنّ قمة الرياض تأتي وسط أزمة خليجية مستمرة منذ منتصف 2017 عقب قطع السعودية والإمارات والبحرين إضافة إلى مصرعلاقاتها مع قطر، بسبب اتهامها بدعم الإرهاب والحركات المُتطرّفة، وفرضت عليها عقوبات اقتصادية لذلك.
وذكر التقريرالمطول لوكالة الأناضول الرسمية أنّ منظومة مجلس التعاون الخليجي، ومنذ تأسيسها عام 1981، تعيش حاليا، أخطر حالة من عدم الانسجام بين الدول الستة الأعضاء، وطيلة عام ونصف العام، فشلت هذه المنظومة في التغلب على الخلافات البينية وحل أزمة داخلية تزداد تعقيدا مع تدخلات خارجية لأطراف إقليمية ودولية مستفيدة من استمرارها.
وقالت الوكالة أنّه في القمة 38 التي استضافتها دولة الكويت حاول أميرها الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، استثمار أجواء القمة لمواصلة مسار الوساطة التي اضطلع بمسؤوليتها منذ بداية الأزمة بين قطر ودول المقاطعة الرباعية، لكن دون إحراز أي تقدم، في ضوء “تعمّد” الدول الخليجية الثلاث، السعودية والإمارات والبحرين، خفض مستوى تمثيلها إلى أدنى مستوياته في تلك القمة، وفقاً للأناضول.
وواصلت الوكالة التركية الرسمية التحدث باسم قطر، بزعمها أنّه ليس ثمة أدنى شك في أن دولة قطر تضع في أولوياتها عودة علاقاتها مع الدول الخليجية إلى سابق عهدها، وإنهاء المقاطعة المفروضة عليها، لكن دون تقديم تنازلات تمس سيادة القرار القطري إنما بالجلوس إلى طاولة الحوار.
كما أشارت إلي تمسك الرياض وأبو ظبي والدوحة – أي نصف دول مجلس التعاون الخليجي – بالسياسة العقابية والمقاطعة لقطر، وأدعت أن الدوحة غير مهتمة كثيرا بآليات العمل المشترك ضمن أطر المنظمات الدولية أو الإقليمية التي تتشارك عضويتها مع السعودية أو الإمارات، سواء في منظمة أوبك أو مجلس التعاون الخليجي.
وأفادت الأناضول أن الدوحة تري هذه الدول الثلاثة تشكل خطرا على أمنها، ما استدعى، العام الماضي، الاستعانة بقوات تركية، وتطوير التعاون العسكري مع الولايات المتحدة لأغراض تتعلق بحمايتها.
كما تحدثت الوكالة التركية عن خلافات سعودية كويتية، وإماراتية عُمانية، وفقاً لتحليلاتها، وتقول إنّ كل من الكويت وسلطنة عمان، الحريصتان على روح العمل الجماعي في إطار منظومة المجلس، لا تؤيدان الموقف الذي تتبناه السعودية والإمارات والبحرين من مقاطعة دولة قطر أو الموقف من التهديدات الإيرانية وقضايا إقليمية ودولية أخرى.
وتختتم الوكالة التركية التقرير المُطوّل، برؤيتها أنّ مجلس التعاون الخليجي سيصبح بلا فعالية حقيقية ما لم تحل المشاكل البينية الخليجية، وفقا لما قدّمته من مُعطيات سابقة.