برلين (زمان التركية) – في خضم التعاون المشترك التركي القطري نتج عن إجتماع مجلس التعاون الإستراتيجي الذي عقد الاثنين الماضي في تركيا بمشاركة كلاً من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والأمير القطري تميم آل شيخ إتفاقيات وخطط إستيراتيجة جديدة في عدة مجالات .
يذكر أن تلك الـقمة تحمل رقم 17 بين الأميرالقطري والرئيس أردوغان، خلال الـ41 شهراً الماضية، بمتوسط قمة كل شهرين و12 يومًا، وهو رقم قياسي في تاريخ العلاقات بين البلدين، وربما في تاريخ العلاقات الدولية.
ونقل موقع “العرب” الاخباري عن مصدر تركي قوله إن الاجتماع بحث تشكيل قيادة عمليات أمنية مشتركة في الدوحة تتولى تأمين مباريات كأس العالم، المقرر إقامتها في قطر في 2022.
ومن المنتظر أن يعزز ذلك من النفوذ التركي الأمني والعسكري في قطر، استنادا إلى وجود قاعدة عسكرية تركية مهمتها توفير حماية مباشرة لمؤسسات الدولة القطرية ، كما ستعزز قطر استثماراتها في قطاع الصناعات العسكرية التركية.
عدم التورط مع إيران
واعتمدت القمة سياسة مشتركة تقوم على “عدم التورط” في سياسات مساندة لأجندة إيران “المزعزعة لاستقرار المنطقة”، إلى جانب إنشاء آلية تنسيق عميق في ملف حرب اليمن، والملف الليبي، مما يعني أن تركيا وقطر قررتا عدم الإمعان في التقرب من إيران مما يؤدي إلى استفزاز الإدارة الأميركية.
وقالت المصادر إن الجانبين أكدا على أن “الحصار على قطر لم يؤت مبتغاه، وجعلها أكثر انفتاحا على العالم”، وأن ثمة حاجة لإعادة صياغة علاقات تنظيم الإخوان المسلمين بإدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
و الجدير بالذكر أن قطر تعيش منذ المقاطعة التي فرضتها السعودية ومصر والإمارات والبحرين عليها في يونيو/ حزيران 2017، حالة عدم ثقة، نفسيا وأمنيا، استدعت استعانتها بتركيا لكن منذ ذلك الحين تركز قطر على الإمارات، التي تعتبرها عقبة كبرى في وجه تمدد مشروع إسلامي مشترك بين أنقرة والدوحة، مستندًا على دعم تنظيم الإخوان المسلمين.
وذكرت المصادر أن تركيا وقطر أقرتا سياسة تقوم على التفريق بين إمارة أبوظبي من جهة، وإمارتي دبي والشارقة من جهة أخرى. ووضع أردوغان والشيخ تميم توصية بأن “يتم الحوار بشكل مباشر مع كل من إمارة دبي وإمارة الشارقة، استنادا إلى تعاون سياسي واقتصادي مباشر معهما”.
حملة إعلامية تركية-قطرية
في حين أن “حصار نفوذ الإمارات”،سيتطلب استراتيجية موسعة، من خلال السياسة الإعلامية المشتركة، التي جاءت ضمن الاتفاقات التي عقدت خلال القمة. وتقوم هذه السياسة على تكليف قناتي (الجزيرة) القطرية و(تي.آر.تي) التركية المتحدثة بالإنكليزية لوضع رؤية يمكن للبلدين من خلالها التأثير على كبريات وسائل الإعلام العالمية ““لتحقيق مصالح البلدين”.
وبالنسبة للوضع اليمني قالت المصادر إن تركيا وقطر أكدا على المساهمة في “إعادة إعمار اليمن”.
يذكر أن قطر تبذل جهودا دبلوماسية منذ شهور في محاولة لتغيير موقف الإدارة الأميركية الداعمة للتحالف العربي والحكومة الشرعية برئاسة الرئيس عبدربه منصور هادي.
كما اتفق الجانبين على “دعم مسار المصالحة في ليبيا، ودعم الجهود الدولية الهادفة إلى فرض حل سياسي سلمي”، يقوم على تجريد الميليشيات من أسلحتها “وعلى رأسها ميليشيات خليفة حفتر”.
وكشفت المصادر الدبلوماسية أن قطر وتركيا لا زالتا تنظران بريبة إلى مشروع إيران في المنطقة، رغم التحالف مع طهران الذي لجأت إليه الدوحة في أعقاب المقاطعة.
وبحسب تقرير صحيفة (العرب) تبنت القمة بين الزعيمين توصية تقوم على “توخي الحذر من السياسة الإيرانية في المنطقة، والتعاون المشترك في هذا الاتجاه، وعدم التورط في أي حسابات إيرانية تلحق الضرر بأمن المنطقة.”
ويعكس ذلك خشية من غضب متصاعد في واشنطن إزاء تطور العلاقات بين قطر وإيران من جهة، إلى جانب محاولات أردوغان مقاومة سلسلة عقوبات قاسية فرضتها إدارة ترامب على إيران، خشية من تأثر الاقتصاد التركي بشكل مباشر.
كما توضح أيضا أن قطر تنظر إلى التحالف مع إيران باعتباره وضعا مؤقتا، يمكنها التخلي عنه لاحقا في حالة صعدت الإدارة الأميركية من ضغوطها، أو نجحت في استعادة العلاقات مع دول المقاطعة، بعد تقديم تنازلات حاسمة لها.
وأشارت القمة أيضا إلى “تقدم كبير في مسار الحوار المباشر بين الإدارة الأمركية وأذرع تنظيم الإخوان المسلمين في مصر واليمن وسوريا وليبيا”. ويهدف هذا الحوار، وفقا لنتائج الاجتماع، إلى “محاصرة الاتهامات الموجهة لفروع التنظيم بالإرهاب من قبل مصر والإمارات والسعودية”، إلى جانب العمل أيضا على “صياغة رؤية جديدة لمستقبل التعاون بين واشنطن والتنظيم”.