القاهرة (زمان التركية)ـــ يسود العلاقات التركية الأمريكية، التى تتسع باضطراد خاصة فى مقاربتهما للقضيتين السورية والكردية مناخ يسوده الترقب وإنعدام الثقة؛ فأنقرة حاولت عبثا إحداث كسر فى التحالف الأمريكى الاستراتيجى مع الأكراد السوريين، إلا أن جهودها باءت جميعها بالفشل، وواشنطن وهى الأقوى لا يمكن أن تضحى بالأموال الطائلة التى أنفقتها ومعها أرسلت 2000 من جنودها لوأد ما تبقى من داعش.
وجاء في مقال للكاتب الصحفي “سيد عبد الحميد” نشر في جريدة الأهرام المصرية تحت عنوان “تركيا فى سوريا .. الانزلاق مستمر” أن الانفراج النسبى الذى طرأ على الحليفين المتباعدين عقب الإفراج عن القس الأمريكي أندرو برانسون سرعان ما خبا وهجه. أما عن عبارات المجاملات والثناء التى سمعت أخيرا فيري أنها لا تعدو كونها لغة دبلوماسية تلوك بها ألسنة الساسة فى كلتا الدولتين بيد أن ما تضمره النفوس هو النقيض تمامًا.
ويضيف أن اعتبار وزير الدفاع التركي خلوصى أكار قرار البيت الأبيض نصب نقاط مراقبة شمال سوريا سيزيد الوضع تعقيدا، وقوله إن قوات بلاده ستتخذ التدابير اللازمة لصد أى تهديد قد يأتى من خارج الحدود، فى إشارة إلى الميليشيات الكردية المدعومة أمريكيا والتي تعتبرها تركيا تنظيما إرهابيا يهدد الأمن الوطني التركي.
جاء تلك التصريحات رداً علي إشارة وزير الدفاع الأمريكي أن بلاده ستقيم نقاط مراقبة على امتداد الحدود الشمالية لسوريا لتجنب التوتر الذى قد يقع بين تركيا وأكراد سوريا شركاء التحالف الدولى المُناهض لتنظيم داعش وأوضح أنّ الهدف هو التأكد من أن قوات سوريا الديمقراطية » لن تنسحب من المعركة ضد تنظيم داعش«، ماتيس لم يكتف بقوله إن مراكز المراقبة هذه «ستكون مواقع ظاهرة بوضوح ليلا ونهارًا ليعرف الأتراك أين هم بالضبط»، فلا مجال للخطأ واستهداف حلفائها، بل تعمد لفت الأنظار إلى أن هذا القرار اتخذ بالتعاون الوثيق مع تركيا”.
ويري الكاتب أن “الميديا الأردوغانية” التى هبت تنفى بشدة ما وصفته بمزاعم “ماتيس” راحت تذكر بتواطؤ الولايات المتحدة فى محاولة الانقلاب الفاشلة قبل عامين ونصف العام تقريبا دون أن تكون هناك مناسبة، الأدهى من ذلك أن أنقرة الرسمية التى أصيبت بحرج بالغ أمام القوميين الذين تستميلهم استعدادا لماراثون الانتخابات المحلية نهاية مارس المقبل تجنبت التعليق تاركة الأمر لأبواقها الاعلامية.
وإستكمالاً لتوزيع الأدوار شن وزير الداخلية سليمان صويلو، هجوما لاذعا ضد واشنطن التى حوّلت الحدود السورية العراقية إلى ما سماه «مختبرا للإرهاب» حيث فيه تعقد صفقات مع الإرهابيين حول تقاسم النفط من الآبار الواقعة بتلك المناطق وفى لهجة تهديد واضحة، أكد أن «تركيا الجديدة لم تعد هى نفسها التى كانت فى السابق، ومن يصفها بأنها تركيا القديمة فليعلم بأنه حتما مخطئ».
يبدو أن الحكومة التركية تزداد تورطاً في القضية السورية غير مكترثة للنتائج التي ستتحملها الدولة التركية علي المدي البعيد.