برلين (زمان التركية) – نشرت مجلة (دير شبيجل) الألمانية تحليلًا بعنوان “أردوغان يخاف من شعبه”، زاعمة أن الحكومة التركية تخاف من حدوث مظاهرات مشابهة لأحداث “متنزه جيزي” التي شهدت تدخلا عنيفا من الأجهزة الأمنية، في يونيو/ حزيران 2013.
وقالت المجلة في تحليلها: “كلما زاد الاقتصاد التركي سوءًا، زادت الحكومة التركية شراسة. فالرئيس التركي رجب طيب أردوغان يخاف من اندلاع أحداث مثل التي وقعت في عام 2013”.
وأضافت المجلة: “شهدت تركيا أكبر مظاهرات ضد حكومة في تاريخ تركيا، وشارك فيها الملايين من المواطنين. لم تكن المظاهرات بالمشاركين فيها فقط، كانت هويات المشاركين مختلفة؛ حيث شارك فيها تيارات وتوجهات كانت في وجه بعضها البعض من قبل: فكان من بينهم الإسلاميون، والعلاويون، واليساريون، والأكراد، والطلاب، والعمال، ومتحولون جنسيًا، جميعهم اجتمعوا في متنزه جيزي، وطالبوا بالديمقراطية في تركيا”.
وأشارت المجلة في تحليلها إلى أن أردوغان سرعان ما اتهم التظاهرات المعارضة له بأنه محاولة انقلاب، وبعدها اتهم المشاركين في تلك التظاهرات بمحاولة الانقلاب في 15 يوليو/ تموز 2016، قائلة: “قال أردوغان في أحد تصريحاته وخطاباته للمواطنين إن من شاركوا في أحداث متنزه جيزي يدعمون تنظيم حزب العمال الكردستاني وتنظيم فتح الله كولن”.
وأوضحت المجلة أن أردوغان يخاف من بدء أحداث جيزي مرة أخرى، وأن تمتلئ الشوارع بالمعارضين له مرة أخرى، زاعمة أن هذه المخاوف باتت واضحة خلال الأسبوع الماضي.
وقالت المجلة: “فقدت الليرة التركية نحو 30% من قيمتها منذ مطلع العام الجاري. وسجلت معدلات التضخم أرقامًا قياسية، بعدما وصلت 25%. وسجل تضخم أسعار المواد الغذائية نحو 30%، وسجل تضخم الخضروات والفاكهة نحو 50%”.
ولفتت المجلة الألمانية في تقريرها إلى أن وجود دراسة أجرتها شركة “Metropoll” للأبحاث والدراسات واستطلاعات الرأي، توضح أن نسبة المؤيدين لأردوغان تراجعت إلى 40%، بينما تراجعت نسبة مؤيديه من أنصار حزب العدالة والتنمية إلى 32% فقط.
وأضافت المجلة: “إن أردوغان يفرض قبضة حديدية على الصحف ووسائل الإعلام. إلا أن منظمات المجتمع المدني لا تزال نشطة. فالجميع في أنحاء البلاد يطالب بالديمقراطية وحرية الرأي، أما أردوغان فيرى تلك المطالب على أنها جريمة. كان آخرها مداهمة قوات الأمن للتظاهرات النسائية التي خرجت للاعتراض على العنف ضد المرأة، باستخدام رذاذ الفلفل. وكذلك الهجوم على اعتصامات وتظاهرات أمهات السبت اللواتي يتظاهرن للمطالبة بالكشف على مصير أبنائهن الأكراد المختفين قسريًا… فالرسائل التي ترسلها الحكومة للمواطنين واضحة وصريحة: لا تفكروا حتى في نزول الشوارع!”.